يمر يوميا من هذه الأزقة الملتوية، فيرى بعض الأبواب المفتوحة تنادي زوارها من مهلوسي الغواية، وعشاق السلع المهربة من طوابير الفقر والضياع.
فتيات مكتنزات بدينات...فتيات نحيفات رقيقات، تحتضنهن أكواخ متهدلة، وتربطهن علاقة الطموح البئيس.... طموح السفر إلى عالم النجوم حيث تخترقهن سهام موتورة لا ترى الوجود إلا في إدارة الخطأ في تضاريس جسد المرآة.
أرقام تصطف كل يوم على نقط مركزية من مواقع الحياة، تعيش تحت رحمة ببؤسها وشقائها، تستدري عطف السماء، وحنان الطبيعة، وتكابر عنادا من أجل صنيع تظهر فيها مصارمتها لشدة الاحتياج.
مزيج من الضعف والتحدي، تختزنه ذوات لا ترى لها في وضح النهار إلا مدعاة للنوم، ولا تعرفها قوانين الأرض إلا في جنح الليل الراقد من ورائه من يرى فضاءه سبيلا لإزاحة العناء عن الجسد.
في هذا الكوخ المتهاري، بسقفه القصديري، وعلى ضفاف هذا الحي الهامشي، تكبر أجواء الشقاء الملطخة بالشعور بالغربة في عالم الإحساس بالفراغ والحرمان، وتنمو عاصفة القلق مع (المعطي) الذي ودع أحلامه، وأخلى مساره، وجعل الحياة بسيطة في تركيبتها لا تحتاج إلا إلى جهد قليل يتغلب به على كبريائها وغرورها.
يخرج في كل يوم إلى الشارع الرئيسي الذي يحمل اسم شارع (الأنوار) ليجلس على كرسي يتمسد خشونته بعجيزته الفارعة، وبين يديه علبة كبيرة تتراصص فيها علب السجائر المهربة، يقضي نهاره دائما في هذا المدار، لا يبرحه إلا خوفا من الشرط، أو من شركة التبغ، ولإطلالة خفيفة على البيت الذي يدخله في جسم النهار، فلا يراه إلا فارغا...لا تعيش فيه إلا أسراب من الذباب المتجمع على الروائح التي تنبعث من ألبسة أسرته، وهي تنتظر غسيل يوم الأحد.... هدوء البيت لا يفسده إلا طنين ذالك الذباب وعضاته، أو شخير من نائم يرى بهاء الليل مولدا تتناسل فيه أحلامه، وتتناغم فيه أبواق حياته.
الأم... رحلت إلى معمل تصبير السمك، والأب.... غادر إلى سوق الجملة بعربته المجرورة بحمار بليد، والأخوات....شققن طريقهن إلى معامل تلفيف الحوامض والبواكر، أو إلى ماخور( للا فضيلة)، والأخ الصغير يدهس الباب دائما في حركة عنيفة بحقيبة مترعة بدفاتر لا تعرف ملامحها إلا ببقع بيضاء تظهر من وراء سحب توقيعات الأساتذة، وهي تطالبه بالمحافظة على أدوات دراسته، والإعتناء بدفاتره.
أسر تعيش كلب الزمان، وأحوالا سيئة،...ترى في مخارج الحياة نقطة بداية للأمل الذي يراودها، وفرصة لتحقيق طموح يحدوها، وهي تغدو وتروح بكل الوسائل لتطرد الفقر عن واقع لا يعرف إلا فلسفة الفراغ، ولا يسعى إلا في بسائط الرغبات،
يا للغرابة، !! فتيات الحي القصديري يخرجن إلى المراقص كأنهن شامات في سرة الوجود، يتصدين طرائد من البطون المتسمة بالشره، والمتدسمة بالنهب، والمتسخة بالغصب،
أموال طائلة تنفق هناك، تأخذها أيدي آثمة ظلما، وتنفقها سخاء، وتمنحها لأجساد فقدت حيويتها، وماتت عاطفتها، وذابت إنسانيتها، وهذه أيد شلاء، تقبضها ذلا، وترضاها هوانا، وتحلم بها حبا وكرامة.
رحلات يومية تعبرها قوافل من الأجساد العارية، والأحلام الوردية، وهي تدخل إلى هذا الحي الذي أراه منبع الخطيئة، وموقد الغواية.
أمشاج من الروائح ،....روائح السمك، والعرق، تختلط هنا برائحة العطر، والأرض، تقتحم عليك أنفك بنكتها الغريبة، و تتصاعد في الجو لتولد رائحة أخرى، اسمها الإنسان.
الإنسان بمادته اللزجة، وهو يسعى لتحقيق وجوده، وتثبت حضوره، ولو بالممكن الذي لا يقبل، أو بالفعل الذي لايرقن.
إنها مأساة المعطي الحاصل على إجازة في الاقتصاد، وهي مشكلة تعانيها فتاة هذا الحي، كما يعانيها كل فتى يحمل شهادة أودبلوما، أو لا يفترش أمام قيم البقاء إلا هذا الكتف المفتول الذي يدخره لجهد الحياة، أو مداورة ونفاقا ينثني به في معركة الوجود.
قيم أخرى...معادلات أخرى، والحياة بينهما أخذ وعطاء. والصراع قائم في أذهان الذين يفترشون لحاف التفكير، ويتوسدون الهم الذي يرسم لهم خطة العيش، ويحلمون بالوجه الكالح للغد الذي يراه كل واحد منهم لئيما بين عينيه، ويظنه شؤما في قرارته، وسوء حظ في تصوراته، لكنه يخادعه بنسيانه، ويخاتله بما يراه دافعا لمعرته، صارفا لضرره، مبعدا لكابوسه.
فماذا ينتظر المعطي من يومه وغده ؟؟؟
مستقبل ينتظره بقلب مشحون باليأس، ورجاء يتهادى بين دروب الحياة، وفواجع كثيرة يراها رأي العين، وأصدقاء يعيشون لأعاصير الأمل، وواقع محتم لا ينفع معه الغضب، وطوابير واقفة تنتظر مسة من الزمان تشعر بحنان الطبيعة والكون، ومجالات مليئة بالمآسي المحزنة، تتشوف لليوم القادم، وعوالم مكنونة لا يعرفها إلا أهلها، تشكو وتتضجر من كل يوم وافد.
أسرار الحياة، لا يفهمها إلا من خبر أزقتها، ولبط شوارعها، بحثا عن العمل، أو طلبا للوظيفة... أو تسكعا في مربد الجنس، أوملهى الغواية،
جولة في بحر الليل تعرفك باللصوص، وباعة المخدرات، وشراب الخمر، وراقصات الكباري، وبين هؤلاء آلاف مؤلفة من رهبان الليل، و فرسان النهار، وأبطال القرار، تتخم بهم هذه الأماكن التي عرفت المعطي منذ سنوات، عرفته شابا يتمظهر بابتسامة أمام كل لبؤة تترع المكان، ثم عرفته يوم أن صار له رقم في مقاييس الوجود، وتطاول على نواميس الطبيعة، وقفز على أوداج الحياة،
عضات الجوع لا تفارقه، والشعور بالوجود بسيطا لا يبرحه،
مغامرة كبيرة، أو مقامرة تكون نتيجتها الحتف أو الحياة، سبيلان للقرار الحازم في تغيير الوجود...... هذا ما سمعه منه بوشعيب، وهو يحكي عن فترة من حياة صديقه المعطي، لم يدر أحد سببا لهذه الثروة الهائلة، ولم يعرف مصدر ورودها،
قد قيل مما سمعه الناس، أنه اتجر في الممنوع!!!! فهل عثر على كنز (دفينة)، أم سرق بنكا، وهو المستبعد لعدم ورود هذا الخبر على لسان الصحف، أم انضم إلى مافيا المخدرات، أم هرب السلع الممنوعة، أم الوساطة لأهل الخصاصة لدى اللحم الطازج النيئ، ربما تاجر في المخدرات، وهو الراجح في ظن كثير ممن عرفوا مقدار هذه الثروة التي لا يمكن أن تأتي اعتباطا بدون مغامرة كبيرة.
لم ينس دور الصفيح التي كان يسكنها، لم ينس هذه الدروب المزكومة برائحتها الممزوجة بعذاب الذات في موسم الشغل أو الهوان، لم ينس أصدقاء الطفولة وهم يتحركون في دائرة بسيطة من الأحلام، لم ينس شيوخا يحن عليهم بعطية يرفدهم بها، لم ينس عجائز ومنكوبين يعتبرونه موئلا لتأدية فاتورة الحياة، لم ينس هذه الأجسام المنهكة بقسوة العيش، لم ينس المقبرة المجانبة للمزبلة العمومية وفيها أبوه وأجداده، لم ينس حين يرد وافدا عليها، أن يدخل من هذه الجهة الخلفية للحي حتى يشتم رائحة فضلات المثرين، لتذكره بالعهد القريب قبل أن تبتسم له الحياة، لم ينس أن يرد ترحاب الناس بهشاشة يضمد بها جراح مئات من المعوزين ممن لا يعرفون قيمة للوجود إلا بمقدار ما يدر عليهم من فضل، لم يعرفوا (المفضل) ولا (ولد الزاهية) ولا(الحاج قدور) وكلهم مرتبطون برابطة النسب إلى هذا الحي، ومنتمون إلى أسره القيمة فيه، فهؤلاء لا ملامح لهم في الذاكرة، ولا ذكر لهم على الألسنة، فالمفضل قد قضى في هذا الحي ردحا من الزمن قبل أن تتغير أحواله إلى نعماء تنكر فيها لماضيه، ونسي فيها أفضاله على رفقاء الزمن الماضي، وولد الزاهية، لم يطرق الحي بعد مغادرته له إلى مدينة أخرى إلا للترشيح في الانتخابات، والحاج قدور عرف عنه أنه لا يزور الحي، لكنه يساعد أبناءه بتشغيلهم في مقاولته التي يشق بها الطرق، ويشيد بها عشرات من العمارات في الحول.
أسماء رغم لمعانها في عالم المال لم تكسب لها حظوة عند البؤساء، ولم تك محط رغبتهم في يوم من الأيام، لقد جربوا التزلف إليهم في الشدائد فما ندت منهم يد، وتقربوا إليهم في العسر فما شعروا إلا بغبن.
لقد أحسوا بعضات الجوع في حصاد الروح، وانتقلوا إلى الحياة الأخرى بجد وتعب، وآمنوا بأن الزمان خداع وجبان،
لقد انتقلوا إلى العالم الآخر بجد وتعب، وأحسوا في حصاد الروح بقارصات الجوع التي أذلتهم سنوات، وحرصوا على أن لا يخدعهم الزمان مرة أخرى فيعيد لهم الذكرى متجددة،... والزمان خداع وجبان، والحياة أخذ وعطاء، وهذا الإحساس هو الفرق فيما بين المعطي المثري بسرعة ماراطونية، وبين الآخرين ممن لم ينسوا أنهم مازالوا مدينين للماضي بالولاء.
تخرج فطومة من وكرها لتسمع ثرثرة من البتول: راه المعطي جا، قالوا غادي غيدير واحد المشروع.( المعطي جاء ، قيل بأنه سيعمل مشروعا)
فطومة: راه الكرش الشبعانى ماكتحس بالجيعانى ( الكرش الشبعة لا تحس بالكرش الجائعة)
البتول: الله إيهديك، حنا عايشين بفضل الله أو باكتاف ولادنا( هداك الله، نحن نعيش من فضل الله وعرف أكتاف أبنائنا)
فطومة: هادوك موالين لفلوس راه ما كيحسو إبلا بنفوسهم( اولئك أهل الثراء لا يشعرون إلا بأنفسهم)
البتول: ماشي كلشي، راه المعطي كايعاون الدراوش( ليس الكل، إن المعطي يساعد المحتاجين)
فطومة: الله ايجيبك على خير، راه غار الفلوس ديال الحرام هاذوك ( أتى بك الله على خير، -هذا دعاء وتوسل- تلك الأموال من الحرام )
البتول: فين مالين الفلوس ديال الحلال، حتى واحد ما عمرو فكر فينا، حنا يافطومة ما غاديش نحاسبوه، راه ربي هوا لي غادي إيحاسبوا(أين ذوي الثراء من الحلال؟؟، لا أحد فكر في حاجتنا، ونحن لن نحاسبه ، فربنا هو الذي سيحاسبه)
وينطق الطاهر من داخل الوكر، راه الرحمة ديال ربي كبيرة، (إن رحمت الله واسعة)
البتول: المعطي ولد الناس فيه الخير، الله ايزيدوا( المعطي ابن الحلال، زاده الله)
ويرد المعطي وهو يسمع هذا الحوار بلكنة متحشرجة فيها إحساس بالغربة، سأجعل كل أموالي هبة لإعادة هيكلة هذا الحي، وسأحاول أن أزيح عنه كابوس التهميش.
لم يستطب التفكير في هذا المشروع إلا في وهجة الليل، وسريان الخمرة في العظام. وأضواء حياة ريجينسي تختزل المكان، وصدى الموسيقى يهزأ بالأرداف، ويهين الأجسام، وينعش العقول، ويرسل الأوهام، ويشرخ الرءوس، وينبت سنابل الانهيار في الأرواح.
فكر في مصائر كثير من شباب الحي ممن لم يضعوا أيديهم على شفرات الوجود، فكر في طاقات لم تجد طريقا لتحقيق أرقام قياسية في قائمة التغيير،
فكر في سواعد تمزقها الوحدة والغربة والضياع،
فكرفي أرامل ويتامى ومعوزين دفعوا تكلفة العيش غالية،
فلم يدعه ما تناثر بصدره من هم أن يواصل سهرة السبت في هذا الفندق الذي يعد محجا لكواعب ينتفضن وهجة وحيوية ونشاطا، ويساعدن بأجسادهن التي تحارب الممنوع، وتجابه المقدس، آلافا من المسعورين، وأطنانا من أحلام المكبوتين،... حتى لا تبقى للعالم عقد تنهك قوته !!!! وتثقل كاهله !!!! وتعيد الإنسان إلى عهد الحجر والوصاية.
اتكأ على أريكة، تذكروهو مكب على رأسه، أحداثا مضت، وأحداثا تؤمل، وأحداثا تعاش،
تذكر برلماني الدائرة، بأميته، برياحه، بعواصفه، تذكر طول يديه وامتدادها إلى المال العام، تذكر أنه لم يتعرف عليه إلا في وميض الليل، تذكر فضاء أخلاقه، ووبيء فضائحه، تذكر خريف الإدارة بأشباحها النائمة، بدروعها المكسورة، بهممها المتهدلة، بنزعات الطوق والريش، تذكر مستويات العيش الذي صار مع الأيام يعسر ويضيق، تذكر هموما تتشاكس في مسرح الأحداث تفسر غور القضية وصعوبتها، لم يشعر بهذا الغطس الذي انغمر فيه إلى سقف أفكاره، وهو يرى من كوته هذا الواقع بجلائه الذي لا يوحي إليه إلا وضح الليل، وبهاء النهار،
ويدخل المعطي إلى ساحة النوارس البيضاء، ومعبد الحمائم الحمراء.... لتنمو لديه إرادات الخير، وتزول بين عينيه قناعات الشر، وتسطو على عقله ذكريات سوداء عمن صار لهم موئلا ينقذفون في طريقه زرافات، ويندفعون إلى ساحته وحدانا وجماعات.
وتتحرك دواليب الحياة في عمق تجربتها المتقلبة، لتكتب سطورا أخرى بلون مشاكس، ولتعلم المعطي قيما أخرى، وطقوسا أخرى، يرى نفسه فيها سويا مستقيما كما قال أبو طلحة!!! في موعظة عرسه الأخير، وهو يتزوج أم كلثوم، الزوجة الرابعة للمعطي،
دروس كثيرة للوعظ يحضرها مجاز في الاقتصاد، لعلماء !!!لم تعرفهم رباطات العلم، ولا معاهد التحصيل، كما يقول إمام المسجد الحاج عبد القادر، استغرب المعطي- أبوصهيب هذا اللقب الحركي الذي أضيف إليه بعد سنوات عاث فيها فسادا وفجورا- من موقفه ، وهو يساءل نفسه عن ثروته، عن منعرجات حياته، عن مصيره، ألم يسمع من أفواه كثيرين اليوم أوصاف التزكية ؟؟؟ ألم يقرأ في كتيبات أخبارا تضيف إليه الأمل؟؟؟ ألم تتغير حياته التي صارت شبيهة اليوم بحياة بوذا المسلمين؟؟؟
تكونت لديه قناعات جديدة ترى التغيير منحدرا من الأعلى، وتشكلت في عقله مفردات كثيرة تجعل وجه الحياة عبوسا بين عينيه، سمع عن الحاكمية لله، وعن طواغيت الأرض، وعن قوانين السماء، فآضت الحياة عنده إلى سواد قاتم، والمجتمعات إلى مباءة ماجنة، يراها بنظرة سوداوية تحيلها عنده إلى إزعاج يجب التخلص منه، وقلق يستدعي بتر عضوه.
وتنقطع العلاقة بالحي القصديري، وتضيع لقيمات حلوق تتندى بالصبيب الذي تسمح به نفوس طبية، وتجود به أرواح جميلة، وتسنبت في أماكنها أصوات جهورة تعدو بأبجديات كثيرة، تجد لها من المسجد منطلقا لها، أو من المقابر والولائم والأعراس منبرا لها، وتحصل على إكراميات تهطل عليها من أبي صهيب أوغيره ممن يبثون في كل فضاء أسامي لم تتعودها مسامع زمرة المتعبدين في الحي، ويثبون في النوادي بجهمية تجعلهم في مواقع مقززة للنفس تخشى غائلتهم، وتخاف نائلتهم،
فالجلسة الربانية، ومفردات الكفر، والشرك، والبدعة، والجهاد، تبوصلت في قيم الشباب الذين يسافرون أياما أو شهورا ولا تدرى وجهتهم، أو ينتقلون بين هذه المفازات التي تختبئ سرا في أعماق البيوت والجبال.
- أدبيات لا يعرفها ساكن الحي، وهو يبيع شغله، وجهده، وفكره، وعرضه.
- قيم سببت الحقد والتناكر فيما بين أفراد المجموعة.
- عواصف تعصف بأبي صهيب إلى بؤرة من السواد تخالف قوانين الطبيعة، ونواميس الكون، وهو يستمد قوته من المعتقد الذي يراه حياة للنفوس، وموئلا للأرواح.
- حياتان، بينهما خيط يرى الوجود عراكا وصراعا، فالدروع المقنعة، والأشباح القابلة للتصدير والاستيراد، والألغام المبثوثة في مدرجة التاريخ، ما زالت يوحي إليها إيمانها بقوة الموقف... نفضة، قومة، ثورة، ليتهيأ أبو صهيب إلى أبي قنينة، ثم يتخلل غازا ناسفا للحي وأهله الواقفين بين حرج الوجود، وسآمة العيش، وأمل السكوت..........