سَـارٍ أَنَـا .... سار يحـب الخيـل والعلمـا يسمو إلـى العليـاء مجتهـدا ويذيب فـي أشعـاره الألمـا كم صاغ مـن أفراحـه دررا كم بث مـن أحزانـه نغمـا كم كان يكتب حرف أغنيـة ولربمـا كـان المـداد دمـا سار إلـه الكـون أبدعنـي وأباح لـي الأوزان والكلمـا أسري بها فـي قفـر ممحلـة وأرى بها المحـزون مبتسمـا وأرى بها فـي قعـر مظلمـة أملا بوجه الدهر مرتسمـا فكأنهـا فـي الأفـق مؤتلـق يهدي سـراة حائريـن ظمـا سـار وزادي بيـن أوردتـي شعر ند نحـو السمـاء سمـا إن كنت فـي دهـر يعاندنـي فبـه أكـون المفـرد العلمـا أوكنت في ضنـك ومتربـة فبـه أداري الفقـر والسأمـا أو عشت في بحبوحـة وغنـى فبه أنـال سعـادة العظمـا سار وحزنـي سـر موهبتـي أشقى فأبـرز شقوتـي نعمـا وفؤادي المكلوم فـي حـزن لولا الأسى والحزن ما نظمـا ظن الغـرام لـذاذة عذبـت فأذاقه سيل الـردى العرمـا آه وآه غـيــر نـافـعـة أيظل هذا القلب مضطرمـا ؟ سـار ودمعـي روح قافيتـي إن غاض دمع العين قلت : لما ؟ فكـأن أشعـاري وأغنيتـي ظمأى تروي بالدموع ظمـا وكأنهـا أزهــار رابـيـة لا تزدهي حتـى تعـل بمـا وكأنهـا ريحـان ملهمـتـي لا يرتوي إلا استـوى ونمـا سـار يحـب الشعـر متزنـا لا يرتضي الهذيـانَ والسقمـا يبغي قصيد الشعـر متضحـا لا يصطفي الإبهـام والوهمـا لا يستلـذ طلاسمـا خبثـت حرا ونثـرا ورثـا الصممـا هـذرا تسـب لغاتـه لغـة ورثت كتـاب الله والحكمـا سار يحـب الشعـر منتشيـا جزلا بديع اللحـن منتظمـا ويرى عمود الشعر منتصـرًا ويرى الهجين الحـر منهزمـا ويراه صنع الغـرب قلدهـم أغرار عـرب فتنـة وعمـى فأتـوا بـه كلمـا مبعثـرة هل يقبل الفصحاء منخرمـا ؟ سار أنـا والبـوح راحلتـي أطوي هضاب الدهر والأكما أسري ويسري في الفؤاد هوى ومحبـة لفصاحـة الكـرمـا أسري إلى دار الخلـود ولـي أثر بوجه الدهـر قـد رسمـا ما ضرني إن صغـت معجـزة أن كان قومي أنجمـا عجمـا سار يسـل مدامعـي وطـن ألقى بأيدي الغاصب اللجمـا فسبى فلسطين الهـدى وغـزا بغداد ربع الحكـم والحكمـا لا من يذود الضيم عن وطنـي فيصاحب الصمصام واليلمـا آه وآه غـيــر نـافـعـة أيظل هذا البغـي محتكمـا ؟ سار يحـب الخيـل والعلمـا والسيف والقرطاس والقلمـا يسمو إلـى العليـاء مجتهـدا ويذيب فـي أشعـاره الألمـا كم صاغ مـن أفراحـه دررا كم بث مـن أحزانـه نغمـا كم كان يكتب حرف أغنيـة ولربمـا كـان المـداد دمـا سار أنا ....