على مفترق " حنين " ...!!
( مسوّدة .. لـ نبضٍ لن يكتمل .. )
تنويه :
أحياناً نمتليء بالفراغ حين لا يحتوينا أحد ..و لا يذكرنا أحد .. ولا ينتظرنا أحد ..
لذا .. كان هذا النبض ..
.
.
.
ف ب ر ا ي ر
هكذا يأتي .. مشتتاً بعدك ..
فلا أحد سواك استطاع لملمته ..
لن أخط لك إهداءً ..
لإننا كما تقول أحلام " نخط إهداءً للغرباء فقط .. وأما الذين نحبهم فمكانهم ليس في الصفحة الأولى البيضاء .. وإنما في صفحات الكتاب "
لم أعتدِ الكتابةَ لك .. و لن أفعل الآن ..
أنا فقط أستعيدك بالكلمات .. وكأنني أستدرجك لوليمة حب .. !
أبحث عن مشهدٍ صالحٍ لأغنية حب ، أودعها سري .. !
عن نافذةٍ لازالت عطشى ، لحليب اللقاءات المعشبة .. !
ليس هنالك أشد التباساً من ذاكرة طيفٍ
يتحرش بالقلب و يتحرج اللقاء ..
ولا سقف للحنين حين تحدق فينا الغربةُ .. و تلوك مشاعرنا ألسنة الضجيج ..
فيا أيها الحنين المتسلل كاللص خلف ظلي ، خففِ الوطْ و امشِ الهوينى
لا توقظ عصفور الشوق الغافي هاهنا ..
يا احتفالية الألوان .. ناصعاً عرفتك و ناصعاً غادرتني ..
هكذا غادرت .. ضوءاً يسحبُ خلفه كلَ شيء ..
الأحلام .. الأمنيات .. و حتى الإحباطات ..
كيف لا .. وقد كنت وحدك كل الأشياء ..!!!!
لمَ غادرت سريعاً ؟ ألأن الزمن لم يأتِ على مقاس صعلوكٍ
لا يطيق بروتوكول الانتظار ..
و يفضل دوماً تسلق حائط المساء ليفاجأ الصباح بقبلة نور ؟
كيف غافلتني .. و غادرت قبل أن أعبيء منك ما يكفي
لسنوات القحط القادمة ؟!
قبل أن أعترف لك أنك وحدك من أيقظت روحي النائمة .. ؟
و كيف أقول لك اليومَ إني مازلتُ أنتظرك
دون أن أفضح احتباس شوقي .. ؟!
ها هو ذا فبراير .. يعبرني .. ليضعني قلباً لقلب مع صوتك ..
لأكتشف أني مازلتُ منذ أول شتاء / لقاء ممتلئةً بك ..
أحمل ذاكرتي على كتفي .. و أصيح بها : دثريني ..
ذاك أنت بتراكمك فيّ .. و تمددك في أعماقي
حين أصبحتَ خارج مساحة الزمن الافتراضية ..
و ذاك أنت تعيد ترتيب السنة بما يليق بإخفاقاتنا ..
أيمم قلبي شطر ضفتك .. أنغرس كلّي في تفاصيلك ..
فوحدها أيامك منحتني الانتماء .....
ذاك أنت الأكثر بعداً و الأكثر التصاقاً ..
تمطرك ذاكرتي في كل مناسبةٍ تتفتقُ عن موقفٍ عشنا شبيهه ..
أو أغنيةٍ رسمنا فيها ملامحنا ..
كيف يحدثُ أن تكونَ مسكوناً بوجهٍ لا تنتبه لقوةِ استيطانه، إلا بعد أن يغادرك ؟!
كيف يحدث أن يفاجأك صوتٌ و أنت تتجول في ذاكرةِ مدينة
لم يجمعك به فيها سوى بطاقة بريدية ..
خططتما فيها معاً لصدفةٍ قد تلقيكما في حضن دهشة !
كان يجب على أحدنا أن يتسلح بشجاعة الغياب و يغادر ..
بحجة أن ماكان لم يكن سوى زلةِ قلب ..
و كانت فرصة لاستعراض فشلي الدائم
في اصطيادِ ضوء الفرح المتسرب دوماً من قبضة عمري .. !
الرحيل دويه أعمق حين يسحب معه كل ما يستحق أن يعاش ..
و ها هو كل شيءٍ يتلاشى .. لأتوحد مع ظلك .. !
أي فبراير .. أنت الأقصر عمراً بين الشهور فمن أين لك كل هذه القدرة على لي عنق أشواقنا و تبديدها حتى نتفتت انتظاراً لموقدٍ ماعاد يشتعل بأحلامنا ؟!
أن تطفو فوق وجوهنا .. تفاجأنا بباقة مطر ...وتأتي .. حين يوشك كل شيء على الانتهاء !
لربما الوقت لم يحن بعد للانطفاء !
أغداً إذن يبدأ فبراير ؟!
يبدأ من حيث انتهينا ؟
ف ب ر ا ي ر !
ذاك الذي دخلنا منعطفه الساحر
على أطراف اللهفة ؟
و راهنا على افتتاحه كل مطر
وإذا به يحجز لنا مسبقاً
تذكرة المغادرة ؟
أستأذنه .. وأستأذنك .. لم أخلف لنومي موعداً ..
أستطيع تخيل دهشتك ترتسم الآن - كما دوماً -..
مع سؤالك : كيف لمحبٍ أن ينام باكراً ؟
من قال إن العشاق لا ينامون ؟
وحدهم فارغو القلب يسهرون ..
بحثاً عمن يؤثث مساءاتهم بـ ملهاةِ حب ..
أما المحب فينام ملء حواسه ..
علّ الحلم يهيء له موعداً مع خيبةٍ أجمل .. !!
فيا كل أحلامي و أمنياتي و خيباتي و أفراحي و أتراحي
و حماقاتي و مدني و فصولي و حرائقي و أمطاري :
كل فبراير و أنت أبعـد ..
.
.
.
*
*
*
منقول :الكاتبة : مشـــــــ ــــ ا ع ــــل