الحلم الأول:
رأيت فيما يرى النائم القمر ينظر إلى النجوم خلسة ، ويشيح بوجهه عن خيانتها، والشمس تسوق قطيع الغيوم التي كانت تندي وجهه المرهق ، وتبدأ الحروف بمطاردتي ، وتحاصرني القبائل الظالمة...
ربما لأنني لا أنتمي إلى ( غزية) ، وأنني لست من الغاوين!!
الحلم الثاني:
الحلم ذاته يعتاد زيارتي كل ليلة ؛ حيث الموت يطارد المخلوقات ، ويوقع في دفتر أيامهم الآسن... لم يزل في دفاتر النفوس أوراق قليلات يحاور فيها البياض صفوفها السوداء ، وأرى حقول الروح تحبل بزهرة الرهان الصعب ، وأرى قلمي معلما أخرس ينتظر لحظة اختبار!!!
الحلم الثالث:
أراني وقد تناهبتني المسافات ، وأمامي باب مفتوح على نسيم منعش .. أجلس على شرفتي في صباح ثمل بالأشواق ، والحروف الندية تبلل لهاتي ، وقد أقنعت نفسي أن مراسيم الشوق حطت رحالها مع أول إطلالة شمس ، وترياق الزمن الصعب يسير في شرياني !!
أرى العابرين أمام شرفتي ؛ أراهم يتوجون ظلي بشعاع خفي ، ويديرون ظهورهم للريح...!!
الحلم الرابع
فتح أذني بكلتا يديه ، وبدأ يهمس بها :" أهلكُ الألم الألمُ الصامت" ، و " لا يتعلم المرء حتى يتألم " ، و " الألم يولد العبقرية " ، وكنت أهز رأسي لأفلت أذني من قبضته... انتصرت أخيرا ، ورأيتني أرتحل على سفينة الفرح ، وعندما لاح الساحل الآخر من بعيد ؛ وجدت آلام الحياة أكثر من ملذاتها ، فوددت لنفسي الراحة فأحببت الألم !!!
الحلم الخامس
ابتدأت الركض ، والجهات مغلقة ، والنسمات العليلات تفتش عن فلك للجوء ، وعدت بعدها أنظر إلى نفسي في مرآة مشروخة الملامح ، وأصابعي تزحف على تضاعيفها ، وكنت أرى وجهي داخلها ، وكأنني أراه لأول مرة " فالعين لا ترى شخصها إلا بمرآة"!!!
سأنتظر الحلم السادس ، فربما كان القادم أجمل!!!