لسعات
لأنه المتفوق على أقرانه من طلبة الهندسة الألكترونية كان يسخر من تذمرهم وهم يحضرون لأمتحانات القبول ... ساعده في هذا توقد ذهنيته العجيبة فكان ينام مبكرا" ويتركهم ساهرين يذاكرون
وحين تستعصي على أفهامهم معضلة يتوسلون استيقاظه إاليه الاستيقاظ ليفك لهم طلاسمها ...
كان البعوض ولسعاته رفيقهم في حيرتهم فيتعجبون من هناءة نومه وكيف هو لايشعر بلسعاته
أما هو فيتعجب من كدهم واصرارهم الذي لايوصلهم الا الى الفشل والارتباك في الامتحانات
في أحدى الليالي التي أوقظوه ليعينهم وأحب هو أن يتمم ليلته معهم بعد أن هجره النوم ..
كان الجميع كأي لاهث الى النجاة يستعجلون الوصول الا هو ..
فقد فتح التلفاز ليستمع الى الموسيقى التي تعودها ، وهو يقلب الخيارات ، توقف طويلا" مع داعية جديد ظهر في المدينة بوجه لايحمل عباءة ولاعمامة ، لقد جذبه اليه مظهره المودرن وحديثه عن أطول رحلة سينامها الانسان بعد لحظات موته ..
فهرع من فوره الى الحمام لينضم الى قائمة المتطهرين ويبدأ صحوته وصلاته الى خالقه
وبعد أن أزال عن جسده أدران السنين .. أراد العودة لينام لولا أن البعوض فتح معه صفحة مشوقة من صفحات تصفية الحسابات
تساوى الطلبة فقد استيقظ الجميع لينالوا حصصهم من اللسعات
بعد أن أدرك هذا المتفوق أن ثمة الآلام تفوقت عليه صاح فزعا" من غفوته
هكذا هي الذنوب تفقد إلانسان هناءة نومنا