أنا آسف أني لا أتقن فن التدريس..
ولكن هي هدية أصر أستاذي العزيز مصطفى بطحيش على أن أهديها له..
1- "إلا"حرف اختلف النحاة في إمكانياته النحوية في الجملة العربية.. فقالوا في المستثنى المنتصب بعد "إلا"
- إن الناصب له هو الفعل الواقع في الكلام السابق على إلا بواسطتها.. فما كانت إلا هنا سوى حرف من حروف التعدية تعدية ما قبلها لما بعدها
وهذا مذهب السيرافي، ونسبه قوم من النحاة إلى بان عصفور وغيرهم إلى سيبويه، وقال الشلوبين إنه مذهب المحققين.
- إن الناصب له هو نفس إلا وهو مذهب ابن مالك الذي صرح به في غير هذا الكتاب، وعباراته في الألفية تشير إليه..
-إن الناصب هو الفعل الواقع قبل إلا ، لا بواسطتها
- إن الناصب فعل محذوف تدل عليه إلا .
المهم أن "إلا" لم تخرج هنا عن الحرفية وفي تلك المذاهب مناقشات لا مجال لإيرادها هنا.
2- غير ، سوى
قال صاحب الألفية :
واستثن مجروراً بغير معربا=بما استثنى بإلا نسبا
الثابت عند علماء النحو أن غير أو سوى من أدوات الاستثناء التي تدخل في قائمة الأسماء وليست الحروف..
ولا خلاف بين النحاة على الإطلاق بين حكم المستثنى بعد غير وسوى.. فحكم المستثنى بعدهما هو الجر.. أي أنه لم تثبت حالة واحدة في الشعر العربي ولا في النثر العربي تقول إن ما بعد غير أو سوى يجوز أن يعامل كما يعامل المستثنى بعد "إلا" والسبب بسيط في ذلك.. لأننا أوضحنا أن "إلا" لا تخرج عن نطاق الحرفية.. أما "غير وسوى " فهما أسماء" ومن النحاة أمثال سيويه والأخفش من قال إن "سوى" تلزم الظرفية .. ا
وقال صاحب الألفية :
ولِسوى سُوى سواء اجعلا=على الأصح ما لغير جعلا
نقطة التداخل بين "سوى" وإلا"
التداخل الذي يحدث في بعض الأذهان يكون سببه أن عدمتمييز نوع التشابه الحاصل بين "سوى" وبين "إلا" فإن التشابه بينهما يكون -فقط- من حيث المعنى، فكلتاهما تعطي معنى الاستثناء..
ولكن إعراب ما بعدهما يختلف، وإعرابهما ذاتهما يختلف..
وأنا لن أخوض في إعراب إلا.. لأني حينها سأدخل في مذاهب أنا في غنى عنها واستنتاجات كذلك..
ولكني سأكتفي أن أقول إن تشابه "إلا" مع "سوى" في أن كل واحدة منهما تقوم بمعنى الاستثناء لا يجعل من "إلا" اسماً" ولا يقدح كذلك في اسمية "سوى" التي يجر ما بعدها بالإضافة كما ذكر صاحب الألفية وغيره من النحاة..
إذن فلا يمكن إعراب ما بعد "سوى" -فما قرأته أنا- وأنا لست من محسني القراءة ولا أجيدها- إلا مضافاً.. إليه..
ولكن قال بمخالفة ذلك الرأي الذي أعرفه الأستاذ الفاضل مصطفى بطحيش في أثناء مناقشة بيته الجميل في قصيدة "أسير العرقد"
حيث قال:
فما ثـمَّ فـي حلكـة الداجـيات سوى أنجماً للسراة هـدىفهو قد قال: إن نصب ما بعد سوى وااااااااااااااااااااجب..
وأنا أهيب به أن يفيدنا -أفاده الله- مما رزقه من علم..
ويخبرني عن المكان الذي قرأ فيه مثل هذا الوجوب.. وأن يأخذ في الاعتبار أن تشابه إلا مع سوى في معنى الاستثنائية لا يجعل من سوى حرفاً ولا يجعل من إلا اسماً..
وأنا أشكره على هذه اللفتة الرائعة التي سيمنحنيها ولقد قضيت ما يقرب من سبعة أعوام في دراسة النحو العربي.. ولعلي لم أخرج منها بطائل كافٍ
ولأني أعرف أننا في الجامعات المصرية وخاصة في الكليات التربوية لا ندرس النحو جيدا.. ولا نأخذ شواذه كاملة فإنني جئت هنا إلى هذه الصفحة بناء على نصيحة من الأستاذ مصطفى -ونصائحه بالنسبة لأحد تلامذته ممن هم مثلي أوامر- حتى يكون هناك مجال للنقاش..
أنا أشكره على سعة الصدر التي أوتيها.. والعلم الذي سينفعنا به
جزاه الله عنا خير الجزاء..
فقط أرجو أن لا يدخلنا في متاهات لا علاقة لها بالموضوع؛ فأنا قلت أنني دارس بقدر