= حوار بين شجرتَي مشمش وصفصاف =
قصة : جمال علوش
في أحَدِ الأَيَّامِ ، وفي بُسْتانِ الْعَمِّ سالِم ، دار حِوارٌ بينَ شَجَرَتَيْ مِشْمِشٍ وصَفْصَافٍ .
قالَتْ شَجَرةُ المِشْمِشِ مُتَباهِيَةً :
- أغصَاني مُحَمَّلَةٌ بِالثِّمارِالشَّهِيَّةِ ، بينما أغصانُكِ فارِغَةٌ أيَّتُهَا المِسْكِينَة !
قالَتْ شَجرةُ الصَّفْصَافِ :
- ولَكِنْ لَمْ يَخْلُقِ اللهُ الأشْجارَ كُلَّها لِتُعْطِي الثِّمَارَ ياعَزيزَتي ..
قالتْ شجرةُ المشمشِ ساخِرَةً :
- يالَكِ مِنْ شَجَرةٍ بائسةٍ ، وغَيْرِ ذاتِ نَفْعٍ !
ابتسمتْ شجرةُ الصفصافِ ، ولمْ ترد .
وفي وقتِ الظَّهيرةِ ، اقترب العمُّ أبو سالمٍ من شجرةِ المشمشِ . عايَنَ ثِمارهَا جَيِّدَاً ، وقالَ وهو يبتسم :
- سيكونُ الموسِمُ طَيِّبَاً ووفِيرَاً هذا العام !
ثُمَّ اقتربَ منْ شَجرةِ الصَّفصَافِ . مَسَحَ على لِحَائِهَا بِحُنُوٍّ ، ثُمَّ مَدَّ عَبَاءَتَهُ في ظِلِّها الوَارِفِ ، وقال :
- لن أجِدَ ظِلاًّ أطْيَبَ مِنْ ظِلِّكِ ياصَدِيقَتِي ، ولا هَواء ألْطَفَ مِنَ الهَواءِ الذي يَنْبَعِثُ مِنْ بَيْنِ أغصانِكِ ، وأوراقِك .
ابْتَسَمَتْ شَجَرَةُ الصَّفْصَافِ ، ونظَرَتْ ألى شَجَرةِ المِشْمِشِ ، التي أطْرَقَتْ
خَجَلاً .. إذْ أدْرَكَتْ انَّ لِكُلِّ مَخْلُوقٍ دِوْرَهُ وفائِدَتَهُ في الْحَياة .
======================