نقد المنطق الارسطي وتطبيقاته
قبل أن أعرج على دراسة المبادى التي قام عليها منطق ارسطو في
1\ مبدأ العقلانية
2\ مبدأ السببية
3\ مبدأ الماهية
أود أن أطوف معكم لنرى أرسطو الذي نجح في زمنه في تنظيم الفكر فهو من وضع قواعده وعد من أكبر العقول الجبارة ..
ولأن المعرفة كأي كائن حي تنمو مع الزمن
ولكون النظام الفكري والاجتماعي يكون صالحا ً لفترة ما ثم مايلبث أن يصبح قيد قد يعيق محور تجدد الحياة فأنه لايكمننا أعتبار آراء أرسطو مقدسة لايمكن المساس بها أو تغييرها أو التشكيك بها خاصة ونحن اليوم نعيش الالفية الثالثة للميلاد أرى أن آراء ارسطو كانت السبب في إشاعة الجمود وتشوش طرائق التفكير عند الكثير من الناس .
سأركز اليوم على صفتين من منطق أرسطو
1\ منطقه الصوري
2\ منطقه الاستنباطي
أولا ً : صورية المنطق
كان ارسطو يؤكد على أهمية البحث في (مادة) الفكر علاوة على( صورته ) فتمثالين متشابهين أحدهما من ذهب والآخر من خشب عند ارسطو لايستويان وإن بدا للعيان التشابه الصوري الظاهري
ولكن المناطقة الذين جاؤا بعده أهملوا سنته هذه فحصروا التفكير في صورة الاشياء وحلقوا في عالم التجريد الفكري مبتعدين عن مجريات الحياة الواقعية ( إقرأ كتاب المنطق وطرائق العلم العامة لجميل صلبيا وكامل عياد ص 60 )
وجاراهم غالبية المفكرين المسلمين حين بحثوا في ( صور ) تجردت من ( مواردها ) ولأضرب لذلك مثالا ً فرجل مثل الماوردي في كتابه ( الاحكام السلطانية ) وهو يبحث الامامة يتغافل عن صور أمامه في واقع الحال حين كان التنازع تعقد لرجلين ايام نزاع بني العباس مع الفاطميين وغيرهم
انه يأخذ الموضوع من ناحيته الشكلية البحتة فيقول
ان الامامة قد تعقد للرجل الذي سبق منافسه بأخذ البيعة من الجماهير ( لكن الواقع يقول ان انهارا ً من الدماء سالت ولم يتم تطبيق هذا الكلام )
ثم يذكر ان من الفقهاء من يذهب الى حسم المسألة عن طريق القرعة منعا ً للتخاصم اذ يسلك كلا الخليفتين الامر لاهل الحل والعقد ( والواقع يقول بعقم هذه الفكرة )
ان الماوردي بحث أخطر قضية لافيما هو كائن أمام ناظريه فعلا ً وأنما فيما يجب ان يكون صوريا ً ولم يدلنا على تنفيذ هذه الاماني عمليا ً وكيف أن السلطان يتبعه قادة جيشه ووزراؤه وحاشيته والمنتفعين منه وهم أصل مسألة النزاع على كرسي الحكم ...
ومفكري اليوم يتبعون ذات السبيل في قضايا مصيرية تخص الامة وابناءها ، لاحظ رؤيتهم عن البنوك الاسلامية كيف اشبعت جدلا ً وهم يتناسون الفوضى الربوية للتعاملات العالمية
وكذا قضية حجاب المرأة كيف اتخمتنا وعضيا ً متناسين أن من الأرقام المرعبة أن نصف النساء العربيات أميات. وهي أعلى نسب في الأمية بين النساء في العالم كله. أليست هذه أرقام كئيبة؟
ولكن هل النصف الآخر منهن «تقرأ» فعلا؟ ما أسأل عنه هو ليس فك الحرف، وانما كيف تحمي المرأة نفسها وهي غير واعية وأيهما أولى حجاب الشعر أم حجاب الفكر
وكذا قضية عالمية الاسلام كون الرسول هو رسول الله الى الناس جميعا ً ظاهر الامر والواقع يقول أن الفقهاء يقسمون الارض الى دار حرب ودار سلم بحيث ام مواطنا ً فرنسيا ً مسلما ً يعد السرقة هناك حلالا ً كونها من الغنائم
أننا اليوم مطالبين بتغيير طرائق تفكيرنا ورفض المنطق الصوري وبحث معضلاتنا من خلال نظرة تنطلق من الواقعية والابتعاد عن الرسم في الفراغ
\
يتبع
أستنباطية المنطق