يا مصر مالك صار وجهك نهرا
يغري العيون ويستبيح الشعرا
وارفضَّ من عينيك نيل محبةٍ
ينساب سرباً من حمام مَرَّا
هذي السما ازرقَّت فأمسى حلمنا
يحوي الحياة يسيل فيها حُرَّا
يا مصر ما كانت حروفي طعمها
يغري دمي فيلذُّ لي طعم الجهاد لكي
أصوغ قصيدةً، والدفتر الفرحانُ..
بين يديّ كان يصيح من مَرِّ اليراع تألماً
والحبر كان كأنه كلمات نعسانِ
تقطِّرها أنابيب الدجى عسرا
حتى نسيم الجو غيّر وجههُ
وانساب يلمس بشرتي سحرا
ويعلِّم الدنيا جمالاً صادق النبضاتِ
صامتَها يغلِّف عمق أعماقي
ويسكبني رياحيناً من الكلمات تعزفني لحوناً ينتشي من دفئها وَتَرُكْ
ماذا تغيَّر فيك يا مصرُ الحبيبةُ..؟
تلك أرضك نفسها!!!
هذي سماؤك نفسها!!!
هذي الخريطة نفسها!!
ماذا تغيّر يا بلادي أخبريني واغرفي من كلمتي الشكرا
-أولست تعرف ما جرى
-لا.. صدقيني .. صدقي
يوم الخميس رأيت وجهك في المسا
كان المسا يكسوه
يزرع فيه شريانا من الكلمات تحزنني
وتغرف من سمار الليل أحزاناً وتفردها على صدري
فتكسوني ولا تبقي بلا حزن ٍبعمقي واحداً شبرا
- يا ابني .. الخميس فقطْ؟
-حتى جميع الجمعة احتلَّت شراييني مغاليق من القلق القديمِ
وكان ألف من بحور الشك والأرق الرماديّ المهيمن في مدى صدري تحطْ
-الجمعة احتلَّتك يا ولدي بحور من قلقْ؟
-أو لست أصدقك الحديث حبيبتي؟!!!!
-لا.
-صادقٌ
-لا.
صادقٌ...!!!! يعني!! ..
لقد بقي الفؤاد مرفرفاً وكأنه "طيارة" يا مصر مادتها الورقْ
طول النهار وبعض ليل الجمعة انفطر الفؤاد وكان يغدو كالمزقْ
-يعني أتاك بليلها فرج برقْ؟
في أفقك المعجون في كف الأرق
-لكن وما شأن الحديث هنا بموضوع التغيُّر يا بلدْ
-أملاعب إياي جهراً يا ولد؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
-لا صدقيني لست أفهم ما الغرضْ؟
هاتي حديثك عنه واختاري " الزُّبدْ"
- ماذا جري لك وقتها؟
- في أي وقتْ؟
- لما اتصلتَ به؟
- متى؟
في الساعة الأولى التي من صبح سبتْ
-من هوُ؟
-أعندك غيره؟
-من هوُ؟
-ألست تعبت من قلق عليه، وكل وقت كنت تسأل بيته
-حقاً لقد
-هاك اعترفت أيا ولد
"حقاً لقد"
-أماه ..
كنت هناك تنتظرينه
ورأيت عينك في دعائي
للسما ترقينه
ورأيت وجهك كالبدور إذا
تغشَّتْها سحابات السما
تتجسسين وصوله
تتحسسين ملامح الجو الذي
يحويه ، كانت كفك الأم الجميلة تبذر الحب
القلوق على جبين الأفق ، تبتدر السما بسؤالها
إذ ما رأت في الأفق طائرة أتتْ
وتقول: "هل ولدي هنا"
"حسان قد وعد الجماعة أن يجي"
"أأصابه شيء؟ فما؟؟؟"
"حسان ماذا غيبكْ؟"
أوتذكرين أيا بلدْ
-مه يا ولد
-أوتنكرين أيا بلدْ
-مه يا ولد
-أوتنكرين أيا بلدْ
-حقاً لقد
-ها قد تساوينا وأنت قد اعترفت أيا بلد....
أرجو من الدكتور حسان الشناوي أن يعذرني في هذه التهنئة الكيبوردية السريعة جدا