|
إن يكنْ حبُّـك لي حب مهـذبْ |
فغـرامي من رحيق المسك أطيبْ |
أو تريدين اختبـــاري ليس إلا |
فعيون الصّبّ قالت: لست أكذبْ |
سال شعري حين فاض القلب وجداً |
وحنينــا من لهيب الوهج أقربْ |
لك مابين ضلوع الصــدر متوى |
رحبُهُ من حجـرات البيت أرحبْ |
من مدى عشقي محيطـات ترامتْ |
لك فيها من خيـالي صُغتُ مركبْ |
أبحري من غير خوف واســأليني |
في حكايا الحب كم جاؤوا بمذهبْ |
بفنون العشق يكسى العمر طيفا |
زاهي الألــوان كالماس المخصبْ |
وحياة الناس لـولا الحب هــمٌّ |
وشقــاء دائمٌ في العمــر ينهبْ |
ونعيم الروح في إرهـاف حـسٍّ |
منه تقتـــات وتسقَـى منه تشربْ |
صوت رعـد يَملأ الأرواح خوفـاً |
ونسيـم الفجــر ينشيها فتطربْ |
يا شقيق الروح هل ترضى لنفسي |
أن تعـنّى في هــواها أو تعـذَبْ؟ |
هل يلمّ الوجـد والأشـواق إلاّ |
بحبيب عــن حبيب قــد تغرّبْ؟ |
كيف يقلي في الليالي الجفنَ سهْدٌ |
في فـراش حـائر كالقفـر أجدبْ؟ |
زارني بالأمس فيضٌ من شجـوني |
واحتسى من مهجتِي مـا كان أغربْ |
فتجرعتُ مرير السهــد صبراً |
وتلمّستُ لعــزّ النـّوم مهـربْ |
ولكمْ غالطت حسي في حسابٍ |
غـير أني شـاطبٌ ما كنتُ أحسبْ |
زفراتٌ لبستْ آهات شــوقٍ |
مُلهباتٍ في حنايــا الصدر ترسبْ |
لازمتْ نوباتُهـا الأنفـاسَ لولا |
أمـلٌٌ أنسامـهُ طيــبٌ مُـرطّبْ |
منهُ تندى زهراتُ العُمر تيهـاً |
بتَعِـلاّتٍ وحُـبٍّ ليـس ينْضـبْ |
يشعلُ التَّنهيدُ في الأوصال شَمْعاً |
دمْعــهُ من ذكريات الأنْسِ يُحلبْ |
قصّة يحكي صداها البكْيَ عشقاً |
ويبثُّ الدمـعَ في جفـن الْمُجـرِّبْ |
ولنا في يوسف المعشـوق ذكرٌ |
شـاهدٌ من طاهـر في الحب أصوبْ |