توصيات لجنة أور:
مصٌ مفبرك لغضب الجماهير العربية
أطلّت علينا لجنة اور بتوصيات هزيلة بعد بحث وتدقيق وتحريات دامت ثلاث سنوات, قضاها هؤلاء باحثين عن حقيقة ما حصل من قتل واراقة دماء (13) شابا عربيا إبان انتفاضة الاقصى.
ان مجرد تشكيل لجنة لتقصي الحقائق حول اراقة دم المذكورين على يد ضباط الشرطة الاسرائيلية, جهارا نهارا يعتبر جريمة ان لم تكن محاولة لتمويت ومص غضب الشارع العربي, الذي أخذ حينها يغلي على ما حصل. واسرائيل كما هو معروف, دولة اللجان التي لا تخرج عادة الا بتوصيات غير ملزمة في غالبيتها, لا للحكومة ولا لمؤسسات الدولة القانونية الاخرى, وانما تحفظ في ملفات الارشيف, لهدف البحث والدراسة لا غير!!
لقد اطلّت اللجنة المذكورة بتوصيات فارغة تقريبا من المضمون, يوصي بعضها بتقديم لوائح اتهام ضد بعض رجال الشرطة ممن أفرطوا في استخدام السلاح من عدم اخذ الاستعدادات اللازمة لمواجهة الاحداث.
وأوصت اللجنة بالتحقيق في ملابسات استشهاد الشباب المغدورين, لكن متى؟! بعد ثلاث سنوات, وقد أصبحت الامور في علم النسيان لدى العديد من الناس في مجتمعنا!!
وكتفت اللجنة برسائل تحذير لكبار المسؤولين الاسرائيليين دون طلب تقديمهم للمحاكمة. انها معادلة صعبة, فالواجب محاسبة المسؤولين عن الضباط الصغار, كشلومو بن عامي وزير الامن الداخلي حينها وألك رون قائد المنطقة الشمالية, الذي تحرش بالجماهير العربية اكثر من مرة مطلقا عبارات عنصرية ضد العرب. فمن الاحرى محاكمته, هل ضباط الشرطة الصغار ام اسيادهم؟!
ان اطلاق اول رصاصة على صدر اول شهيد من الوسط العربي هدم كل ما بني خلال عشرات السنين, ودل بشكل لا يقبل للشك ان الجماهير العربية ليسوا مواطنين متساوين الحقوق في قاموس السلطة الاسرائيلية.
ولهذا ولاسكات وترضية الشارع العربي في الداخل الفلسطيني شكلوا لجنتهم والتي استمرعملها المدة المذكورة, لا شيء , وانما عملا على اللعب بعامل الوقت الذي سيجعل من احداث اكتوبر عام 2000 م تاريخا لا حدثا يحتاج علاجا مناسبا واعترافا بحقوق المغدورين وذويهم, ويافطة عريضة على مواقف السلطة غير السويه في التعامل مع الوسط العربي!
ان الجماهير العربية, بجميع اطيافها, كانت أملا في احقاق الحق وتقديم المسؤولين الكبار عن الاحداث للعدالة لا صغار رجال الشرطة ممن يخدمونهم!
ان الجماهير العربية كانت ولا تزال تسعى لتحقيق نزيه وموضوعي لما حصل كي يكون درسا لأولئك ممن يحسبون على الدولة ومن أزلامها!
ان الجماهير العربية لن تكتفي بما توصلت اليه اللجنة من توصيات لا تسمن ولا تغني من جوع لامتصاص غضب الجماهير!
ان الجماهير العربية لن ترضخ لحلول وسط وصلحة شعبية للمراهنة على دماء ابنائها الشهداء وانما وضع النقاط على الحروف!!
ان الجماهير العربية تطالب بكل قوة تحميل الحكومة الاسرائيلية المسؤوليةالمباشرة عما حصل, وبالتالي الايفاء بكل ما يلزم ذلك حسب القانون, لا تفضلا منهم على احد وانما حقا مدعوما بالقانون وبنوده الواضحة!
فان كان هدف حكومة اسرائيل تفريغ روح الكراهية بين الشعبين بتشكيل اللجنة المذكورة وخروجها بتوصيات مصيرها الارشيف كغيرها, فأظنها مخطئه الف مرة, فلا بد من ممارسات واصلاحات على الارض في سبيل مساواة في الحقوق المدنية, ان كانوا اصلا يعدوننا مواطني هذه الدولة!!