|
بيروت يا نبع الجمال إذا الجمالُ تسيَّدا |
قد غادر الشعراء حتى لم يلاقوا موعدا |
ثم التقينا ريثما حان انبثاقٌ للندى |
وتفتق الوردُ الذي من فيض حسنكِ أوردا |
يا ليت لي وعدٌ إذا حان انطلاقٌ للمدى |
لأراكِ في عزٍ يسود ولا يُعكّرَ مَورِدا |
تمضين في نورٍ لربك لا يفارقكِ الهدى |
ولقد نفضت الثوب حتى عن جديدٍ يُحمدا |
يا وردةً عصفت بلب عدوها فتمردا |
قد جاء يقطف من جناها بسمةً وتوددا |
فإذا بها قد كشرت عن نابها فترددا |
لكن تجبر حينما جلبوا إليه الموقدا |
يا حسرتي من أمةٍ لم ترتد ِ ثوب الفدا |
في السلم ريحاً صرصراً واليوم قد ذهبت سدى |
فانظر إلى أهل العراق على النزال تجلُّدا |
نال العدو شراسةً في وجههم لن يصمدا |
حتى ولو صنع القوافل من عساكر مقتدى(1) |
أو من جنود الذل لما اشتنفروا عهد الردى(2) |
لازال في أرض العراق رجال حربٍ تُقتدى |
كان الجهاد لأجل نصرة دين ربٍ يُفتدى |
أو في فلسطين الأبية لم يغادرها الهُدى |
جندٌ لرب البيت جاست في مبارزة العدا |
خمسون عاماً لميكونوا للمذلة مرقدا |
قد أغلقوا أبوابهم في وجه إرجاعِ الصدى |
وتلبسوا أكفانهم إن كان ثوبٌ يُرتدى |
ما ضرهم من خان عهد المؤمنين وقيَّدا |
فالله اسأل أن يعيد لآل أحمد مُرشدا |
فيشدهم نحو التلاحم بالخلافة سيَّدا (3) |
ونرى اليهود وقد تمزق شملهم وتبددا |
والجهل زال ظلامه والدين عاد كما بدا |