صدور الكتاب الأخطر:
"جرح النكبة"
(1)
أصدر مركز الدراسات المعاصرة- ام الفحم الجزء الأول من سلسلة مشروع إحياء الذاكرة الفلسطينية تحت اسم "جرح النكبة" لمؤلفه الدكتور إبراهيم أبو جابر.
هذا الكتاب ثمرة عمل دؤوب استمر على مدار خمس سنوات، وارتكز على أساسين مهمين، الأول: العمل الميداني، حيث أختير فريق مميّز من كافة المناطق الفلسطينية ( الضفة الغربية،غزة، وداخل الخط الأخضر) قام بعملية المسح مع إجراء مقابلات شفوية مع جيل النكبة ممن عايشوا وعاصروا وشاهدوا ممارسات اليهود ومنظماتهم العنصرية ضد أبناء الشعب الفلسطيني عام (1948). الثاني:
العمل النظري، وتركز على مراجعات ما نشر في بطون الكتب والصحف والنشرات على اختلافها عن نكبة الشعب الفلسطيني عام (48) وتوثيق ذلك إضافة لاثبات المعطيات الإحصائية الأساسية لكل منطقة / أو قرية اثبتت في الكتاب.
الكتاب المشار اليه يأتي في (463) صفحة من الحجم المتوسط يضمها غلاف فني جميل، ويحتوي عوضاً عن التقديم والذي هو بقلم الشيخ رائد صلاح- رئيس الحركة الإسلامية، على:
1. مقدمة المشروع، والتي افتتحت بالحديث عن نكبة الشعب الفلسطيني وأسباب تغييب تدوين الرواية الشفوية وتأخرها، الأمر الذي فوّت الفرصة على كثير ممن وافتهم المنيه بتسجيل شهاداتهم، ثم التعريج على المصاعب التي واجهت الطاقم الميداني خلال عمله المسحي لجمع شهادات ممن بقوا أحياء "من جيل النكبة"، وأخيراً ولعله من المفيد للاستدلال على صحة الروايات الشفوية استعراض المؤلف آراء مجموعة من المؤرخين الإسرائيليين الذين أكدوا في كتبهم ودراساتهم وقوع مجازر وقتل وتشريد ونهب وانتهاك حرمات عام النكبة.
2. رصد (25) قرية ومدينة حصلت فيها مجازر عام النكبة وذلك وفق الترتيب التالي:
- افراد صفحة سوداء دوّن عليها أهم مشهد مؤثر للمجزرة المعنية.
- تدوين أهم المعطيات الاحصائية عن المكان من حيث الموقع وعدد السكان حين النكبة ومساحة الأراضي التابعة للقرية أو التجمع أو المدينة مع خارطة تبين الموقع جغرافياً. وفي الجزء الآخر سرد الحقائق التاريخية والميدانية التي تدل على كيفية التهجير والقتل.
لكن الجزء المهم في هذا السياق هو قسم الشهادات، والذي ضم العديد من المقابلات الشفوية مع شهود عيان تحدثوا عما حصل بتفصيلات دقيقه، تُسمع لأول مرة، مع إثبات اسماء الشهود كاملة وأعمارهم وأماكن سكناهم الحالي الخ...
وعليه يمكن القول في هذا السياق أن الكتاب اعتمد الرواية الشفوية والتي تشكل حصة الأسد منه، كل ذلك بهدف تدوين ورصد ما عجز المؤرخون عنه في كتاباتهم الأكاديمية والنظرية، لأن التاريخ عادة ملك للمنتصر...
3- قائمة لشهداء كل مجزرة على حده في ذيل الحديث عن كل مجزرة ممن امكن التعرف عليهم ورصد أسمائهم من خلال مراجعات الكتب المنشورة وافادات الشهود.
4- ملاحق شملت شرحاً مفصلاً لتركيبة الجيش الإسرائيلي واسماء العصابات والمنظمات المكونة له، اضافة لقوائم إحصائية لشهداء فلسطين وقوائم أخرى للاجئين الفلسطينيين داخل وخارج فلسطين.
5- مجموعة كبيرة من الصور الفوتوغرافية انتشرت على صفحات الكتاب منها لمجازر مبينة في الكتاب وأخرى لها علاقة بالهم الفلسطيني .