|
أظميتَ سهدي بالعجاج المثكل |
ونثرتَ في عينيَّ رمل تململ |
وطمستَ تهويمَ الكرى بغمامة |
خلطت ملوحتها بكحل الحنظل |
ترعى جفون الليل سائمة النهى |
ببصيرة تسهو كعشو الأحول |
وكأن أشواك السخامة بعثرت |
برياح إثفية القفار المذهل |
ووقفتَ في عين الدجاة ملامة |
ترخي سدول الحالكات لتبتلي |
وأنا على شفة الأصيل مخاطبا |
غسقَ الغياهب بالشعور: تمهـَّل ِ |
وعقدت ألوية اليقين بجانح |
تشكو نوارسه قوادم مقتل |
وبمدية التخمين ناقة فكرتي |
عـُقرت ، فتاهت في خيال ٍ مـُــدَّ لي |
وصدى فيافي مضربي اتـَّزرت بها |
أناتُ معضلة كثوب مسبل |
وعلى حوادج رحلها مسترجعا |
صوت المحال بدا كدارة مجفل |
لم تهتد النسمات روض صبابتي |
فأتت دبور الصمت حجر تخلخل |
فكتبت من سطر الوجيف سدافة |
ألقت مداد الضيم في وجه بـُلي |
وتمثلت لغة الشيوع بألسن |
تاهت مخارجها بباب تسوِّل |
أيقنت أن الصبر أتلف حقله |
تسويف أعراب ولمَّا يذبل |
وإذا بقيس لا يلـوِّحُ جـُـنـَّة |
أضحى يزمـِّلـُه سبات المخمل |
وعبير ليلى بين أمشاط النوى |
ومشابك التجديل عاهر أنمل |
تمتاح من جـبِّ الرذائل آسنا |
مجـَّتـْه ُ أدلاء السقام الأرذل |
وندامة الكسعيِّ ترفد أصبعا |
عضَّتْ عليه نيوب وهم مخجل |
ومنارة العذال زيت ذبالها |
محنٌ تعنـِّس بكر ليل المنزل |
جاءت تراودني بطيش بنانها |
فكر العتاب كخيل رأي مصهل |
نالت بأوردة انصياعي خفقة |
منها خضاب العطف لم يتحلل |
قالت أتسمع من وريدي نبضـَة؟ |
أم بسمة ختمت بثغر محلل ؟ |
فأجبتها : من أنت حتى تسألي؟ |
وصبابتي من رحم عرض تأملي |
ماذا أقول ؟ وما بأحرف حيلتي |
أرقام جدولة إذا لم تسأل ِ |
وجداء ضرب في هوامش أمتي |
صفر اليدين كأجذم مترهل |
قالت : أنا طهر يفهـرس عربها |
بدم الفصيح عفيف نزف الأكحل |
ماذا دهاك ؟ ألم تجدْ بيراعتي |
سهم المداد تقض سطر المحفل؟؟!! |
هذا زمان الشدِّ، لكنْ لم أرَ الـ |
حجاجَ يشدو بالحسام الفيصل |
فانظر منار الفجر يشكو عتمة |
لفـَّتْ عمامة غاسق متجدِّل |
فأثرت حافظة الشتاء مشاكسا |
برهان حجتها بلمز موحل |
وكنانة التعبير فارغة النهى |
تملي بممحاة لغات تبدل |
وشتات صبري كالمطايا ساقها |
ظن الحداة لمرقد ٍ متخلخل |
شـُدَّتْ على زيم التخاذل خيبة |
عضباء ترجف من خيال المقبل |
وسروج إشراق الصهيل تنضَّدتْ |
بمتاحف جمدت بعين تـَغـَزُّل |
واستبدلت أفياء عز تاجه |
زهر السها بسمال زهد تذلل |
ومآذن التاريخ تخبو ذلة |
تحت السراب كجانح متبلل |
أترعت أقداح الجواب بزفرة |
تغلي بصدري مثل نقف الدمل |
سأقول منقبض الجوانح :سيرتي |
كتبت بخط من يراعة أشول |
طافت بأسفار الزمان مصائبي |
فوجدتها (بين الدخول فحومل) |
زلت بوديان الضياع حميتي |
بتواتر أدركت عقم تخيلي |
واستنفدت أزلام حظي رعشة |
تومي بضائقة المنى: لا تفعلي |
وكأنها أمشاج حبل مشيمة |
دُسَّتْ برحم الأرض يوم تـَعجـُّل |
ورأيت كثبان الهجوع تناثرت |
برياح عاصفة الشقاء المقبل |
وسرت لذاكرة الحياء خجولة |
أرتال أسئلة بجنح تسلل |
ماذا ؟ وكيف ؟ وربما سرحت بنا |
عيس الحكايا تحت شمس تعقل |
ورجوتها ألا تبيح مشاعري |
فالقلب من جمر الضراعة يصطلي |
وأتيت صابئة الخيال لعلها |
توحي بقافية ليوم ترمـُّل |
وطرحت أحجية لعبقر وجهتي |
إن كنت أزمعت القطيعة فاحمل ِ |
فأجابنيِ :لا لومَ إن جحد الورى |
نعمى عباقرة الزمان الأول |
ما جئت هيمان العتاب بمخدع |
أضفى عليه اللوم إفكَ ترهل |
أو كنت مختلا ألوِّحُ عابثا |
برداء نسك لا يطهـِّرُ موئلي |
ومسحت دامعة الغروب بريشة |
عذراء فكر ٍ نجمها لم يأفل |
مازلت أرتشف الإباء بعزة |
خمر الفضيلة من دنان تبتـُّل |
تصحو على ثغر العفاف كؤوسها |
كرضاب فجر بلَّ غصن تأملي |
لما فتقتُ وريدَ صمتي أرْتـَجـَتْ |
لامُ الجحود بيانَ نبض ِ تعجلي |
ولهاث سادنة الحظوظ تحيطني |
بسعير أحجار تـَمَيـُّزَ مرجل |
والهم خدري عند أول عروة |
لخماره أستل خطو ترجل |
الليل ثوبي، والتعامي مئزري |
وقماشه ضيم يحاك بمغزلي |
وهواجسي بحر تراخى موجه |
إن كنت أشرعت السواري فانزل |
فمددت كف اليأس خضـَّبـَه الأسى |
في جيبه أرجوه كتم توسلي |
موءودة الأحلام هـجـَّت غربتي |
ووراءها تحدو عيون تمثلي |
أقتابها خرق البلاء تخيطها |
بأصابع التحريف حـُجـَّة مهمل |
وعبرت من غسق المهارب كوَّة |
قالت بأختام الحدود :تفضل ِ |
بيداء من جفن الضياع مفارشي |
ومدى عيون الصبر مهد تقلقل |
وضريع عجفاء اليقين ألوكه |
سقما كزقوم اللهيب المسهل |
لم يكترث بشموع مبخرة النوى |
فأجابني: كن كابن آدم واقبل ِ |
لا تبتئس فالفجر مئذنة السها |
توحي لحالكة الهجوع ألا انجلي ِ |
وفتيلة الإصباح أشعلت المدى |
بصداح قيثار السحور المرسل |
وغصون أطفال الربيع تبرعمت |
بحجارة سجيلَ طير مرسل |
وهوية الصلصال كانت منبتي |
وسريرتي صيغت بماء سجنجل |
شفتان من عسس النميمة صاغتا |
إفكا معاني حجة لم تنطل ِ |
هذا أوان الصيد في عكر الرضا |
فامسك مراءً سيف طيف أعزل |