( المقامـــــــــة القانيــــــــــــــــة )
بقلم أ / عبد الجليل الروحاني
قال أبو الفتح اليماني : قال ضرغام : بينما كنت أشاهد قناة المنار , قناة الصدق والصمود , قناة الضراغم والأسود, قناة هي مرفأ الحقيقة , هي الجوهرة العتيقة .
شاهدت مشاهد جعلت لبي طائرأ , وجعلت فؤادي بالحزن غائرا , فاضطرمت مراجل غضبي , وطارت مذعورة عصافير أدبي .
مشاهد جعلت الوجدان مُلتاعا , مشاهد أبكت طرسا ً ويراعاً .
مجزرة قام بها جزار صهيون , جزارها الوحش الفرعون , ارتكبها في قانا الأبية , إحدى القرى اللبنانية .
أودت بحياة العشرات من الأبرياء , في قانا موطن العزة والكبرياء , ثلة لجأت إلى أحدى المنازل وإذا بقصف الشيطان عليهم كالوابل النازل .
سقط المنزل على رؤوس الأبرياء الأماثل , لعمري تلك ثلة عانقت الشهادة , فكانت لجيد البطولة أبهى قلادة , ليفهم أرباب الخنوع البلادة أن المقاومة فرسان القيادة .
مشاهد أذرفت مني الدموع , وأذابت قلبي كالشموع .
آهٍ .
أطفال في عمر الورود , ذبحهم جزار اليهود .
نساء بريئات ضعاف , ذبحن كالخراف .
أما عالمنا العربي محياه شاحب , وجسده هزيل , صمته مطبق ذليل .
قلت مواسياً نفسي: يانفس اصبري فالنصر قادم , وليل الظلم القاتم منصرم , ولابد من نهاية لكل متغطرس ظالم .
إسرائيل عجوز شمطاء رعناء , حيزبون بلهاء , جرت ذيول الخيبة والخسران ,.
هيهات هيهات أن تقاتل في الميدان إلا أن تشيب الغربان .
مجزرة أتت بُعيد الأفعى السوداء التي نفثت سمها الزعاف , فقتلت العديد من الأطفال والنساء
مجزرة أسمعت صماخ الزمن , فأرعبت كل وطن .
مجزرة حفرت في المهجة أخاديد الأشجان , ثم تنفست الصعداء .
عندئذٍ قلت : تحية إجلال وإكبار لأمير الأبرار , و صفوة الأخيار الهصور الرئبال , الرجل في زمن مات فيه الرجال , فلبسوا الحجال .
تحية حب لضرغام لبنان ولرجاله الأشاوس الفرسان ؛ نصركم الله , يا عناوين البطولة , ومصانع الرجولة
فلبثت مليا ً, فسمعت هاتفا من المكان , أسمعني حكمة الأوطان :
لا تهيئ كفني ما متُّ بعدُ لم يزل في أضلعي برق ورعدُ أنا تاريخي ألا تعرفه خالد ينبض في قلبي وسعدُ