|
بكيتًك يا أَخِـي خِـلاًّ وفِـيـَّا |
وأجـريتُ الأسـى دَمْعـاً سَـخِيـَّا |
أُسَـطِّرُ منْ مِـدادِ الدمـعِ شِـعْـراً |
يُرَجِّعُـهُ الصَّـدَى لحنـاً شَـجِيـَّا |
بكيتُـكَ يـاأخِـي وبكـتـْكَ أرضٌ |
يَضُـوعُ هـواؤهَـا عَبِقـًا نَـدِيـَّا |
بكـتْكَ مـآذنُ الأقـصـى وَغَـزَّهْ |
وكـنتَ بدمعهـَا الجـاري حَـرِيـَّا |
وجدتُ بِفَقْـدِكَ الدنيَـا ظـلامــاً |
وكـانَ فُـرَاقُـكَ الـدّاءَ الـدَّوِيـَّا |
لِفَقْـدِك يـاأَخِـي قدْ ضاقَ صـدرِي |
-برغـمِ الـرَّحْبِ- والدنيَـا عليـَّا |
لقـدْ وَدَّعْتَنَـا وتـركـتَ قلـبـي |
ونارُ فُـراقِكـُم ْتَشْـوِيـهِ شَـيـَّا |
فأرسـلتُ الدمـوعَ لعـلَّ صـدري |
يَـرَى مِـنْ بـَرْدِهـَا المنهلِّ رَيَّـا |
فما ازدادَ اللهيـبُ سـوى ضِـرَامٍ |
ولـمْ تغنِ الدمـوعُ علَـيَّ شَـيَّـا |
عـزيـزٌ أنْ يغيـبَ البـدرُ لـيـلاً |
وأنْ تَنْـأَى عَـنِ الفَلَـكِ الثُّـرَيَّـا |
عـزيـزٌ أنْ تَبِيـنَ الشـمسُ عَنَّـا |
وتهجـرُنَـا صَـبَـا نَجْدٍ عَشِـيَّـا |
عـزيـزٌ أن يفـارقـَنـَا حـبيـبٌ |
بفـاجـعـةٍ ويهـجـرَنـَا مَلِـيـَّا |
حـبـيـبٌ ودُّهُ كـأريـجِ مِسْــكٍ |
يفـوحُ على الرُّبَـا عِطْـراً شَذِيَّـا |
فكمْ عـشـنـَا بـرفقـتـِهِ دُعَـاةً |
وكـمْ كـانَ الشـهيدُ بنَـا حَـفِيَّـا |
وكـمْ لخصـالـهِ الشـمِّ افتقـرْنَـا |
وكـانَ بِخُلْقِـهِ السَّـامِـي غَـنِيـَّا |
يـلاقـي المـؤمـنيـنَ بـكـلِّ ودٍّ |
ويَلْـقَـى الخصـمَ جَبـَّاراً عَـتِيَّـا |
بكيـتُ لمقـتلِ الضـرغـامِ غَـدْراً |
وكـانَ على قَنَا الباغِـي عَصِـيَّـا |
وكـمْ نقضَ اليهـودُ عقـودَ عهـدٍ |
وكـمْ غَـدَرُوا بحقـدِهِـمُ نـَبِيَّـا |
وكـمْ ذبحـُوا مَدَى التاريـخِ طِفْـلاً |
وكمْ سـحقُوا على أرضِي صَـبِيـَّا |
خذِ العهـدَ الأكيـدَ رفيـقَ عُمْـرِي |
وكـنْ مِنْ رَدِّنَـا الآتِـي رَضِـيَّـا |
سـنـوقـدُ بالقنـابـلِ نـارَ حَـرْبٍ |
يظـلُّ الظـالـمـونَ بِهَـا جِـثِيـَّا |
وتمطـرُهُمْ يَـدُ القسَّــامِ جَـمْـراً |
تَرَى المسـتكبريـنَ بِـهِ صـِلِيـَّا |
سـنجعـلُ مِـنْ مسـاكِنِهمْ قبـوراً |
فلانُبْقِـي مِـنْ البـاغيـنَ حَـيَّـا |
فـأبـنـاءُ الـيـهـودِ ذواتُ سُـمٍّ |
فهلْ صـادفـتَ ذَا سُـمٍّ بَـرِيَّـا؟! |
سـنقتلـعُ الجمـاجـمَ والحـوايَـا |
ولـنْ نُبْقِـي لِصـهيـونٍ غَـوِيَّـا |
عَـزَائِـي ياشـقيقَ الـروحِ أنِّـي |
رأيتُكَ فِـي جِنَـانِ الخُلْـدِ حَـيَّـا |
تهنـئوُكَ الـجمـوعُ بهـا وتَلْـقَـى |
بهـا الصـدِّيقَ بلْ تَلْقَـى الـنَّبِيَّـا |
وتَلْـقَـى جـعفـراً ورجـالَ بَـدْرٍ |
وذَا النوريـنِ والحَـامِـي عَلِـيَّـا |
حبـاكَ اللـهُ يـامحبـوبُ فـضـلاً |
وربُّ العـرشِ لايَـنْـسَـى وَلِيَّـا |
ستذكـرُكَ البِطَـاحُ فَتـًى عَـزِيـزاً |
كـريمَ النفـسِ صِـدِّيـقـًا أَبِـيـَّا |
رحيبَ الصـدرِ محبوبَ السّـجايَـا |
جميـلَ الخَلْـقِ بَسَّـامَ الـمحَـيَّـا |
نـديَّ الـكـفِّ ذا أصـلٍ كـريـمٍ |
عفيفَ النفـسِ معـوانـًا حَيِـيَّـا |
صبـوراً فـي الشـدائـدِ ذَا أنـاةٍ |
حليمـاً مـؤمـنـاً بَـرًّا تَـقِـيـَّا |
سـديـدَ الـرأي ذا عقـلٍ رصـينٍ |
شـديدَ البـأسِ مغـواراً فـتـيـَّا |
سـتذكـرُكَ الطـيـورُ إذا تَغَـنَّـتْ |
علـى أوكـارِهَـا نَغَمـًا شَـجِيـَّا |
ووتنشـدُكَ الرُّبَـا لَحْنـًا حَـزِينـًا |
وتمطـرُكَ السـمـاءُ الدَّمْـعَ رَيَّـا |
سـتحيـَا في ضمائرِنَـا شُـعَاعـًا |
وتَبْقَـى في سـمـاءِ المَجْـدِ حَيَّـا |
وإلى لقاء قريب |
أخوكم المحب فارس عودة |