|
دَعِ الوُجُوْمَ فَإِنَّ الحُسْنَ قَدْ هَتَنَا |
وَكُلُّ حُبٍّ بِكُلِّ الأُمْنِيَاتِ دَنَا |
وَكُلُّ نَحْلٍ بِصَافِي الشَّهْدِ مُنْشَغِلٌ |
وَكُلُّ طَيْرٍ وَعُصْفُوْرٍ بِهَا سَكَنَا |
وَالفِكْرُ وَالذِّكْرُ وَالأَشْعَارُ فِي أَدَبٍ |
وَالعِطْرُ وَالسِّحْرُ وَالأَزْهَارُ ذَابَ هُنَا |
يَا وَاحَةَ الخَيْرِ قُوْمِي اليَوْمَ وَاحْتَفِلِي |
بِنَخْبَةٍ مِنْ كِرَامِ الأَهْلِ فَيْضِ سَنَا |
كَأَنَّمَا الحُسْنُ أَمْسَى فِيْكِ مُجْتَمِعَاً |
فَأَيْنَمَا نَظَرَتْ عَيْنِي رَأَتْ حَسَنَا |
يَا أَكْرَمَ النَّاسِ فِي عِلْمٍ وَفِي أَدْبٍ |
يَا رَاحَةَ النَّفْسِ إِنْ أَشْقَى الفُؤَادَ عَنَا |
لَئِنْ رَأَى اللَيْلُ أَنَّ الفَجْرَ يَخْذِلُنِي |
فَلَيْسَ يَعْلَمُ إِلا اللهُ كَيْفَ أَنَا |
أَنَا الذِي لا يُطِيْقُ النَّجْمُ عَزْمَتَهُ |
وَلا يُرَاوِدُ يَأْسٌ أَوْ يَرُدُّ ضَنَى |
أُنَاصِرُ الحَقَّ لا أَخْشَى وُرُوْدَ رَدَى |
وَأُكْبِرُ الحِلْمَ مَهْمَا قَدْ أَفَاضَ خَنَا |
مَا أَوْهَنَ العَزْمَ مِنِّي كُلَّ مَا فَعَلُوْا |
مَا نَغَّصَ العَيْشَ لِي أَوْ أَذْهَبَ الوَسَنَا |
فَمَا أَصَابُوْا بِمَا ظَنُّوْا وَمَا أَمِلُوْا |
وَلا اسْتَرَاحُوْا فَمَا يَلْقَى الحَسُوْدُ هَنَا |
وَاليَوْمَ أُبْحِرُ وَالإِصْرَارُ أَشْرِعَتِي |
وَرِحْلَةُ الخَيْرِ فِيْهَا تَسْبِقُ السُفُنَا |
وَجِئْتُ وَاحَةَ أَحْلامٍ مُعَطَّرَةٍ |
أَقَمْتُ فِيْهَا لأَحْبَابِ لَنَا وَطَنَا |