عقد الياسمين
*********
قالت له أحببك منذ أن عرفتك
أحببتك طفلة وفتاة وشابة و امرأة و حتى النهاية
سيدوم حبي لك واني اشهد الله باني سأهواك لآخر لحظة في عمري .
فلِمَ تهرب لغيري الى حضن امرأة أخرى ؟
هل تعبت من حبي ؟
أو أثقلت عليك عواطفي ؟
حاولت كثيرا أن أخفض حرارة شوقي المتلهف
وحبي الذي يكبر كل يوم معي
و لكنني فشلت
ماذا أفعل ؟
لم أتعلم أي شيئ في الحياة سوى حبك ؟
لم أدرِ انني ربما كان يجب عليّ أن ابتعد قليلا
أن أغيب لبعض الوقت
أن اترك لك فرصة تفتقدني فيها
و لكن لا أملك القدرة على هذا
حيث أني أموت إن فارقتك
و ها أنا أشعر بالحزن لا نك بحثت عن غيري
هل ذنبي أني أحببتك كل هذا الحب ؟
*****
نظر نظرة طويلة ولأول مرة أحست أن نظراته تحمل الكثير من الحب والعاطفة
التي عجز أن يعبر عنها بالكلمات
و لكنه رغم هذا رحل عنها وغاب فترة طويلة
وأخيرا فكر في العودة شعر بشوق يشده نحوها
و فكر أن يعتذر لها لغيابه الطويل عنها
و تذكر انها تحب زهور الياسمين
فاحضر لها عقداً كبيراً ليلبسها أياه
و تذكر أيضا انها طلبت منه ذات يوم شالاً احمراً قماشه من ألمخمل
و قد كان الفصل شتاء
فبحث عنه حتى وجده وتخيلها به
فهو كما طلبته مطرز بعدة الوان
ركب سيارته و راح يسرع بها ليصل اليها
شعر بقلبه ينبض بسرعة عالية
كيف لم يتبن له كل هذ الحب الذي يشعر به نحوها إلا الآن
وكيف اهملها طيلة هذه الفترة دون ان يسأل عنها
انها زوجته وحبيبته وصديقته التي عاشت عمرها معه
تخيلها تركض نحوه تحضنه بقوة كما عودته
تقبله في جبينه وتقول له سيدي وحبيبي و مالك قلبي
واصل سيره الى ان اقترب من البيت
اوقف سيارته ونزل منها متجها نحو الباب
طرقه ولم ينتظر
أخرج مفاتيحه
فتح الباب
و تقدم بخطوات ثم توقف رأى مجموعة من النساء يلبسن السواد
بحث عن وجه يعرفه
رأى والدتها
وقف في ذهول أراد ان يسأل
لكنه خاف الجواب
تقدمت نحوه حضنته وعلا صوتها
قال لها والدموع تملأ عينيه
لقد أحضرت لها عقد الياسمين والشال الأحمر الذي طلبته ذات يوم
سأل اين هي الان ؟
مضت به نحو غرفتها ليراها ويودعها قبل ان تحمل الى مثواها الأخير
مشى نحو غرفتها بخطوات متثاقلة
يجر قدم و يسحب الأخرى و الصمت يحتويه
ألقى نظراته عليها رأى ملامحها تبتسم
تخيلها تكلمه وتقبله في جبينه و هي تقول سيدي وحبيبي و مالك قلبي
جملتها المعتادة التي اشتاق ان يسمعها بصوتها
امسك بيديها وقبلها سقطت دموعه على وجنتيها
رآها تشرق في جمال
و لكن دون حياة
فقد صعدت روحها الى السماء