سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحيـة مكتوبـة برحيق الورد ورحيق الدعاء
الشاعرُ والإنسـانُ والمؤمـن القوي دائماً بندر،
غبتَ عن واحتك ولكنك واللـهِ ماغبتَ عنّا جميعاً، لكَ ولحرفك رائحةُ البرتقال والطّيب، بل رائحةُ المسك التي تحضرُ عنكَ دائماً في حضوركَ وغيابك.
عدتَ - كما دأبُك - بقريضٍ بديعٍ ومشاعرَ تفيضُ رقّـةً بالرغم من الألم الساكن بثناياها .
وأنا أقرأ قريضَك، كنتُ أعتصر ألماً مع كلّ حرفٍ ينهمل، حتّى أنني سمعتُ صراخَ الحرفِ وأنينَـه، جلجلـةَ الحزن والصمتِ معاً رُغمَ أنهما كانا يحاولان الاختباءَ بين الحرفِ والحرف، ولكنّ الصدقَ العالي والألمَ المدرارَ لم يسمحاَ لهما بذلك .
اسمـحْ لي أن أهديكَ لوحـتينِ أضعهمـا على مكتب روحي - وما أظنّك إلاّ تحفظهمـا عن ظهر قلب، ولكنّه حرصُ الأخت على أخيها-، مازلتُ أعلّقهما على جدرانِ نفسي، أحفرهمـا على جلَدي كلّما هدّدني الألمُ والخوفُ بانتقامهما. ّأضعهمـا قربي، أمامي، عن يميني وعن شمالي دائماً.
وجدتُ فيهمـا بِحمد اللـه الأنيسَ الذي أجلسُ إليه، فأستمعُ بعدهاَ إلى أحاديث الأمـل وهي تنهملُ عذبـةً آمنةً مطمئنةً تعِـدُ برحمـةِ ربّي :
"اللهـمّ إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيّ حكمك، عدلٌ فيّ قضاؤك، أسألك بكل اسمٍ هو لك، سميّتَ به نفسَك أو أنزلتَه في كتابه أو علّمتَه أحداً من خلقك، أو استأثرتَ به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيعَ قلبي ونورَ صدري وجلاءَ حزني وذهابَ همّي وغمّي "
و :
" ربّ إليكَ أشكو ضعفَ قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس. ياأرحم الراحمين، أنت ربُّ المستضعفين وأنت ربّي. إلى مَن تكلني، إلى عدوّ يتجهّمني أم إلى قريبٍ ملّكتَه أمري ؟ إن لم يكن بكَ عليّ غضبٌ فلا أبالي، غيرَ أنّ عافيتَك أوسعُ لي .
أعوذُ بنور وجهكَ الكريم الذي أضاءتْ له السمواتُ والأرضُ وأشرقتْ له الظلماتُ وصلُح عليه أمرُ الدنيا والآخرة، أن تُحٍلَّ بي غضبَك أو تُنزِل عليّ سخطَك، ولكَ العتبى حتّى ترضى ولاحولَ ولاقوةَ إلاّ بـك "
داوِم على كلّ منهما في كل صلاة وفي كل وقت، في سجودك وفي الثلث الأخير من الليل، وثقْ بأنّ أرحمَ الراحمين قريبٌ إذا نودي، سميعٌ مجيب، رحيمٌ بالقلوب بل أرحم علينا من أمهاتنا. هو اللـهُ، ربُّنا وربُّ كلّ شيء، الرحمن الرحيمُ الذي ماردّ مَن دعاهُ قطّ .
وأخيراً اعذرني أخي على الإطالة، ولكنه حرصي على مَنْ نقدّّر ونعزّ ونحمل له كلّ التقدير والودّ ..
فرّج ربّي عنكَ ورعاكَ وجعلَ اليسرَ دوماً في ركابك
ثقْ بأنّ الشمسَ تستعدّ بإذن ربّـها لتطرقَ بابك ..
تقبّل عميقَ ووافرَ دعائي وتقديري
وألف باقة من الورد والندى