سلام اللـه عليك ورحمته وبركاتـه
تحيـة مخضّبـة برحيق الياسميـن
الكريـم عـادل،
سعدتُ واللـهِ بهذا الحوار المفيد بإذن اللـه . وسعدتُ أكثرَ بماقدّمتَ من تحليلٍ جميلٍ ل"طاقـة" ..
لستُ من المتزمّتينَ ولا من المتفتّحينَ، بل بينَهما، فخيرُ الأمورِ أوسطُهـا. لستُ معَ "تجميد"/"تقديس" المعجم واللغـة، ولستُ معَ فتحِ الأبوابِ على مصراعيْها لتقبُّـلِ كلّ مايطرأ من جديدٍ على لغتنا، دونَ فحصٍ ودراسةٍ واتفـاقٍ .
أقول وكما ذكرتَ: لغتُنا العربيـةُ غنيّـةٌ وللـهِ الحمدُ بمعجمٍ غنّي، اتُّفِـقَ عليه من قبلُ، فأصبحتْ - طبْقاً لذلك- للمفرداتِ والمصطلحاتِ هويـة . وأنّنا وكثيراً نوظّفُ تلك المصطلحاتِ مجازياً لوصف بعض الحالات التي تعترينا ، وللتحليقِ في فضاءاتِ الروح تحليقاً جميلاً ، وحتّى نحسَّ بأنّ روحَ الكلمـة محلّقـة، تنبعث من الرماد من جديد .
وأقولُ أيضاً وكما تفضّلتَ بالذكر : بأنّ ثمة تغييرات وتطورات طرأتْ على الساحة الأدبية والإبداعية، بما فرضتْه طبيعةُ الزمن ومعطياتُه، والتي هي كلَّ يومٍ في تغيُّر وتجدُّد، وأنّ المعجمَ - طبْقاً لذلك - عليه أن يسايرَ هذه التطورات - في حدودٍ طبعاً-.
فلِمَ لاتكون هذه دعوةً منّا لمجمع اللغـة العربيـة ولوزارات الثقافة بجميع البلدان العربية، بوضع "معجمٍ مفتـوح" متفق عليه، يتمّ الاتفاق فيه على المصطلحات الجديدة ومدى قبولـها ؟؟ أقول "مفتوح" لأنّ التطورات في ازدياد، وكلّ يومٍ ثمة اجتهاداتٌ من المبدعينَ، من علماء اللغـة، من علماء النحو وعلماء البلاغة أيضاً، لإضفاء لونٍ معنوي جديد على بعض المصطلحات التي لها تعريفٌ قارّ بالمعاجم، حتّى تتجدّد الحياةُ فينا بتجدّد الحياة فيها .
الاتفاقُ على "المعجم المفتوح "ثمّ إصدارُه، سيكونُ ذلكَ صوْناً للغتنا الحبيبة، حفظاً لروحها واحتراماً لها ولتراثنا، وفي الوقتِ نفسِه حفظاً لروحِ الحياةِ والتجدّد فينا وفيها، وحتّى لانتركَ المجالَ مفتوحاً بشكلٍ واسعٍ، فيختلطَ الغثُّ بالسمين .
وكما تخضعُ الحياةُ لناموسٍ عليه تقوم، فكذلكَ مدّخراتُنا التراثية لابدّ لها مِن ناموسٍ يحفظُ لها لوحاتـِها وينظمّها، من ناموسٍ يوازنُ مابينَ هُويّتِها الأمّ وروحها المتجدّدة .
ممتنّـةٌ لك عادل جدّاً ولشرفاتٍ اشتقتُ لها ..
أكرمكَ ربّي
تقبّل خالصَ تقديري وإكباري
وألفَ طاقـة من الورد والندى