|
الحمـدُ للـهِ حمـداً مالـهُ حَصْـرُ |
الحمـدُ للـهِ خابَ الكـيدُ والمكْـرٌ |
الحمـدُ للـهِ مـنْ جـادتْ سحائبَهُ |
لُطْفـاً يَهِلُّ لنـَا منْ مُزْنِهـَا القَطْرُ |
الحمـدُ للـهِ لـولا رحمـةٌ نزلـتْ |
من العلـيِّ لضاقَ الأمْـرُ والصَّـدْرُ |
الحمـدُ للـهِ منْ أنجى بـرحمتـهِ |
شيـخَ الأباةِ فخَـابَ الشـرُّ والكُفْرُ |
ياسيـنُ حمـداً لمنْ أنجاكَ ياأبَتِـي |
ربّ السمـاءِ لـهُ الأقـدارُ والأَمْـرُ |
منْ يُنْزِلُ الغيثَ منْ عليـائِهِ غَدَقـًا |
منْ يُسْتَجَارُ بهِ أنْ يُكْشَـفَ الضُّـرُّ |
يا أيُّهـا الأَسَـدُ المَكْلُومُ كُـنْ حَذِراً |
إنَّ اليهـودَ ذِئَـابٌ طبعُهَـا الشَّـرُّ |
الظلـمُ والحقد والطغيـانُ شيمتُهُمْ |
والبغيُ والكـيْدُ والإجـرامُ والغَـدْرُ |
ظنُّـوا بنا الضعفَ فاغتـرُّوا بقوتهمْ |
وكـمْ تَرَدَّى مِـنَ الطغيـانِ مُغْتَـرُّ |
همْ أرسلُـوا لاغتيـالِ الشيخِ طائرةً |
كقلعةِ المـوت ِفيهَا الهَوْلُ والذُّعْـرُ |
كَظُلَّـةِ الغيـْمِ حامَتْ حَوْلَ مَنْزِلِـهِ |
وهـلْ يَغِيبُ لِظِلِّ الغيمـةِ البَـدْرُ؟! و |
البـومُ لايَعْتَلِـي شُـمَّ الذُّرَى أَبَدًا |
حتَّـى يُفَـارِقَ تلكَ القِمَّـةَ النَّسْـرُ |
لو أنَّ ألفـًا مِنَ الغِرْبَانِ قدْ نَعَقَـتْ |
حتَّى يُرَجِّـعُ مِنْ أصدائِهَـا القَفْـرُ |
باتتْ تحومُ على الأطـلالِ ترقبُهَـا |
حتَّى تضـايقَ مِنْهَا الحَـيُّ والكَفْـرُ |
ماكانَ يُمْكِـنُ أنْ يَبْقَـى لهَـا أَثَـرٌ |
إذا تأَلَّـقَ فِي عليـائِـهِ الصَّـقْـرُ |
اللـهُ أنجى حبيبَ الناسِ فابتسـمتْ |
منَّـا القلـوبُ وهلَّ الأنْسُ والبِشْـرُ |
هاقدْ أطَـلَّ بوجـهٍ مشـرقٍ طَلِـقٍ |
يزينُهُ العـزُّ والإصـرَارُ والصَّبْـرُ |
شيـخٌ وقـورٌ يزينُ النورُ صفحَتَـهُ |
وهوَ الهصورُ الصبورُ الشامخُ الحُرُّ |
كـأنَّ هـامتـَهُ والعـزُّ يرفعُـهـا |
إطـلالةُ النَّصْرِ كلاّ بلْ هي النَّصْـرُ |
هـذا هَنِيّةَ يـومَ الـروعِ منشـرحٌ |
وقدْ تَبَسَّـمَ منـهُ الوجـهُ والثَّغْـرُ |
كـأنَّ بسـمتَـهُ واللـهُ يحفظُـهَـا |
إشراقةُ الأرضِ فجراً بلْ هي السِّحْرُ |
يامنْ تفـوحُ على الأرجـاءِ سيرتُهُ |
طِيبـًا تَضَـوَّعَ مِنْ أعطافِهِ العِطْـرُ |
تفديكَ روحـي بلِ الدنيا وما حمَلَتْ |
والمـالُ والأهلُ والياقـوتُ والتِّبْـرُ |
هذي أسودُك ياياسـينُ قـدْ زَأرَتْ |
ومنْ يُطِيـقُ لَظـًى يأتـِي بهِ الوِتْرُ |
سيمطـرونَ بني صهيونَ صـاعقةً |
ولنْ يكـونَ لهمْ مِنْ دونِهَـا سِـتْرُ |
ترمي بنـارٍ على الأعداءِ مُحْـرِقَةٌ |
كأنَّ جَمْرَتَهَـا عِنْدَ الوَغَى القَصْـرُ |
هذي الكتائبُ ياشـارونُ إن عَصَفَتْ |
فلن يجيرك من إعصارها الصخرُ |
ماحاولَ القـردُ يومـًا نَحْتَ إثلتِهَـا |
إلا تهـاوتْ عليهِ البيضُ والسُّـمْرُ |
إلاّ وذاقَ كـؤوسَ المـوتِ مُتْرَعَـةً |
وقدْ تلظى بهِ مِنْ عصْفِنَا السَّـجْـرُ |
غداً يـولـولُ شـارونٌ وزُمْـرَتُـهُ |
إذا تَسَعَّـرَ مِـنْ قَسَّـامِنَـا الجَمْـرُ |
غداً ترى القـومَ فِي هَوْلٍ وفي كُرَبٍ |
مثلَ السُّكَـارَى ومَادارتْ بهمْ خَمْـرُ |
سيسمعونَ دوي الـرَّعْدِ مِنْ صَـفَدٍ |
وإنْ تَمَكَّـنَ مِـنْ آذانـِهـمْ وَقْـرُ |
يابْنَ الكتـائبِ أَشْـعِلْهَـا مُؤَججـةً |
آنَ الأوانُ ليَصْلَـى نَـارَكَ الحَبْـرُ |
وأنْ تَهُـبَّ منَ القسّـامِ عَاصِـفَـةٌ |
وأنْ يَضُـمَّ حَشَا (البلدوزرِ) القَبْـرُ |
وأَنْ تسِـيلَ دمـاءُ القـومِ مُفْعِمَـةٌ |
تلَّ الربيـعِ غـداً كـأنَّهَـا النَّهْـرُ |
وأن تَدَفَّـقَ جـنْـدُ اللـهِ زاحـفـةً |
كأنَّهَـا السـيلُ والإِعْصَـارُ والبَحْرُ |
حتى تعودَ لنَـا حطـينُ شـامخـةً |
والقـادسـيةُ واليرمـوكُ والبَـدْرُ |
حتى يضمَّ ثرَى الأقصَـى غداً وَطَـنٌ |
فيهِ الكرامـةُ والتحريـرُ والنَّصْـرُ |
يامـنْ زرعْـتَ بأقصـانَا مُقـاومـةً |
وما وَهَنَتْ ولـمْ يَقْعُـدْ بِكَ العُـذْرُ |
في كـلِّ نَبْضٍ مِنَ الأبطـالِ قَدْ كُتِبَتْ |
لك الشهـادةُ لمْ يَنْقُـصْ بهـا أجْرُ |
ياأيُّهَا الليـثُ كمْ مِنْ سـالمٍ قَعَـدَتْ |
بهِ الأمـانِي ولـمْ يأْبَـهْ لَهُ الدَّهْـرُ |
وكـمْ عليلٍ يهـابُ الليثُ سـطوتَهُ |
لـهُ بساحِ الوغـى منْ عزمهِ كـرُّ |
إذا تكلـمَ أصغى العـالمـونَ لـهُ |
وفـي الحروبِ لـهُ في رهْجِهَا حَرُّ |
حطيـنُ تَـرْقُبُـهُ والتّلُّ يَـرْهَبـُهُ |
والأرضُ تعشقهُ والطيْـرُ والزَّهْـرُ |
الشـعرُ يذكـرُهُ بالـعـزِّ ملحمـةً |
ألحـانُـها دُرَرٌ أشْـواقُهَـا فَخْـرُ |
والدهرُ ينقشُـهُ في سِفْـرِهِ أَلَـقـاً |
والمجدُ يُخْلِـدُهُ في الدهـرِ والذِّكْـرُ |
فلو تَسَـامَى إلى أوصـافِـكمْ أدبٌ |
لمـا أحـاطَ بهـا شِعْـرٌ ولا نثْـرُ |
فإنْ رَمَـتْكَ مِـنَ الأعـداءِ غَائِلَـةٌ |
فهي الشهـادةُ وهي الفوزُ والمَهْـرُ |
وحمـرةُ الجمْـرِ يومَ الـرّوْعِ ياأبَتِي |
ثيـابُ إسـتبرقٍ أو سندسٍ خُضْـرُ |
نـارُ القنابلِ في الهيجاءِ إذ سُـعِرَتْ |
فقدْ أطلَّ علـى أشـْواظِهـَا الفَجْـرُ |
مع تحياتي |
أخوكم فارس عودة |
وإلى لقاء قريب مع العاصفة القسامية القادمة |
|