|
العـاصـفـة القسـاميـة |
اللـهُ أكـبرُ رِيـعَ التـلُّ وانْفَـجَـرَا |
هَبّتْ عليـهِ مِنَ القسـامِ عـاصفـةٌ |
فخرّ يهوي -عليهِ الخزيُ -مُنْعَفِـرَا |
ترى اليهـودَ على أنقـاضِـهِ جُثَثـًا |
لاينطقـونَ وهَـامَ الكُفْـرِ مُنبتـرَا |
فولولَ القـردُ في البنجابِ واضطربتْ |
منهُ الفـرائصَ لمّا أُسْـمِعَ الخَبَـرَا |
كمْ سَيّجُوا الأرضَ بالأسوارِ واستترُوا |
خلفَ المتاريسِ يخشَوْنَ الفتى النَّمِرَا |
فهلْ يجيرُ من الإعصـارِ ما صنعُـوا |
وهلْ تردُّ حصونُ البائسِ القَـدَرَا؟! |
اجعلْ حصـونَكَ ياخنزيـرُ شـاهقـةً |
لعـلّ ذروتَـهَـا أنْ تبلـغَ القَمَـرَا |
واحشـدْ جنـودَكَ أرتـالاً وألـويـةً |
واجعلْ شـعارَك َفي أوكارِكَ الحَذَرَا |
واجعـلْ ديـارَكَ ثُكْنَـاتٍ مُحَصَّـنَـةً |
وعشْ حياتَكَ فِي المِتْرَاسِ مُستتِرَا |
وازرعْ حـواليْـكَ راداراً وطـائـرةً |
واحذرْ ثرى الأرضِ والأحجارَ والشّجَرَا |
فلنْ تقيكَ لَظَى القسّـامِ إذْ سُـعِـرَتْ |
نارُ الكتـائبِ تَرْمِي الجمْرَ والشّرَرَا |
وَتُرْسِل الموتَ منْ أشـواظِهاَ حِمَمـًا |
وتُمْطـِرُ الجَمْرَ في أحضانِكُمْ مَطَـرَا |
فإن سمعتُمْ هـزيمَ الرعـدِ فارتقبـُوا |
عصفَ الكتـائبِ والزلزالَ والقَتَـرَا |
فمَا وَعَـدْنَا بني صـهيونَ مَـوْعِدَةً |
إلا وَفَيْنَا بسـيلِ الـرعب ِمُنْهَمِـرَا |
وما عصفنـَا بجمـعٍ منْ شـراذمِهِمْ |
يومـًا وتَلْقَى لهمْ بعدَ اللظى أَثَـرَا |
فكمْ صَـدعْنَـا قلوبـاً فانثنتْ فَرَقـًا |
وكمْ ضربنـَا عمودَ الكُفْرِ فانْشَـطَرَا |
وكمْ فـؤادٍ مِنَ الأعـداءِ إذْ ذُكِـرَتْ |
كتـائبُ العِزِّ لاقَـى الهولَ فانْفَطَـرَا |
في التَّلّ والقدسِ زَعْزَعْنـَا فَرَائِصِهِمْ |
وَمَنْ يَرُدُّ قضـاءَ اللـهِ إذْ قُـدِرَا؟! |
ذُوقُوا العذابَ بني صهيونَ واجْتَرِعُوا |
كأسَ الهوانِ وذوقُواالرّعْبَ والخَطَرَا |
سنشـعلُ الأرضَ منْ أنفاسِـنَا لَهَبـًا |
ونقذفُ الجَمْرَ والأشـواظَ والحَجَرَا |
للـهِ دَرُّ فَتَـى القـسّـامِ مِـنْ بطـلٍ |
أبقى اليهـودَ تَعُبُّ المُـرَّ والصَـبِرَا |
أبقَى على الأرضِ أشـلاءً مُمَـزّعَـةً |
وَمَرَّ يَقْطِفُ باسـتشـهادِهِ الثَمَـرَا |
مرَّ الشـهيدُ ولـمْ يَقْعُدْ عَلَـى فُـرُشٍ |
ولـمْ يعـدَّ لـردِّ البغـيِ مُؤْتَمَـرَا |
ولـمْ يُرَمْرِمْ علـى أشـلاءِ مَـائِـدَةٍ |
بعضَ الفُتَـاتِ ولمْ يسـتطعمِ القَذَرَا |
ولـمْ يُعَـرِّجْ على أَنْـواطِ مُـرْجِفَـةٍ |
ومنْ يَرى الخوفَ مِنْ أعدائِهِ حَـذَرَا |
ومنْ يُدِينُ جهـادَ العـزِّ مُمْتَعِـضـًا |
ومَـنْ تَزَلَّـفَ لـلأعـداءِ مُعْتَـذِرَا |
يارامـزَ العـزِّ أنتَ الـرمزُ يـاولدي |
يامنْ ركبتَ إلى فردوْسِكَ الخَطَـرَا |
يامنْ سـحقتَ عظامَ الكفـرِ فانسحقتْ |
يامنْ صفعتَ قَفَـا شـارونَ فاندحَرَا |
للــهِ درُّكَ يـاإيـهـابُ مِـنْ أَسَـدٍ |
والغـابُ تعـرفُ فَتْكَ الليثِ إنْ زَأَرَا |
تجـري الثعـالبُ والجـرذانُ هـاربةً |
في كلِّ صَوْبٍ ترومُ الحُرْجَ والحُفَـرَا |
للـهِ دَرُّكَ كَـمْ أثـلـجـتَ أفـئـدةً |
وبِتَّ تَعْـدُو إلى الجنـاتِ مُنْتَصِـرَا |
فكمْ شـهيدٍ يُعِـزُّ الديـنَ مِـنْ دَمِـهِ |
وكمْ قعيدٍ أمـاتَ الديـنَ وانْتَحَـرَا |
وكـمْ أَبِـيٍّ بَكَتْـهُ الأرضُ وانتحبـتْ |
وكمْ ذليلٍ تَلَقَّـى الزجْـرَ فازْدُجِـرَا |
يامنْ رسـمتَ علـى (ايليل) مَلْحَـمَـةً |
وبِتَّ تَكْشِـفُ عَنَّا الضيقَ والضَّرَرَا |
يامـنْ عزفْتَ بأرضِ القـدسِ أغنيـةً |
لمّا أصبْتَ بِكَفِّ المـؤْمِنِ الـوَتَـرَا |
لايُدْرِكُ الخلـدَ إلاّ مَـنْ سَـقَـى بِـدَمٍ |
وجـهَ الأديـمِ ومنْ للـهِ قَدْ نَفَـرَا |
فمنْ تسـامتْ إلى الفـردوسِ هَـامَتُهُ |
فقدْ أصابَ الهُدَى والعِـزَّ والظَّفَـرَا |