نوافذ لا مرئية
تشرعُ لنا أحلاماً
تستوطنُ قلوبنا فتشكلنا
كيفما تشاء
هنااك
وفي المدى البعيد
وطنٌ يسكنني
ولا أسكنه
بيني وبينهُ
ألفُ عامٍ وعام
وهنا..أقطنُ أنا
شقيّةً كعادتي
أتدثرُ بجدرانٍ أربعة
ونافذةٍ وحيدةٍ
تطلّ على جبينٍ
مشبعٍ بهذيانات
لا آخر لها
أمدّ بشوقٍ رقبتي
أهمس لتلك النافذة الجامدة
هل مرّ بكِ طيفٌ
حين غفوتي ليلاً
قبالة سطحك الساكنِ؟
أطبعُ فوق سطحها الشفاف
قبلةً يتيمة
تنتظرُ وجهاً
خرجَ واعداً بأنه
عائدٌ يوماً
ولم يعدْ
يهتفُ صوتٌ بداخلي
أعرفه ذلك الحفيفُ
لأشجارِ الخريفِ
المولعُ بها شهرُ نوفمبر
شهر مولدي..
وأفتتاني بغربة الروحِ
كعادتي
نافذةٌ رفيقة
أجلسُ قربها
وأحتسي من صمتها
ولا جديد بيننا سوى
نهاراتٍ تتلى
بانتظاراتٍ لا آخر لها
هكذا كنتُ بيني وبيني
وحيدةً بين جدرانٍ أربعة
ونافذةٍ .. صمّاء
لا تجيدُ الإنصاتِ لحشرجاتكَ
وأنينك ياقلبُ
أتراها غير مشروعةٍ
ولا تملكُ الإذن بالتصريح
كقلبي الممنوع..
حتى عن النبضِ بسكينةٍ
وهدوء...!!
مسج:ميم..
أحتاجُ لفترة نقاهةٍ
بعد طول الليل الماكر وقد مرّ
كعادته مثقلا بثأرٍ لا ينتهي