لو كنتَ...لاصبحت..؟
لو كنتَ حجراً..صامتاً
لكنتَ شعرتَ..بآهات ذاتي
لو كنتَ جداراً صلباً..
لكنتَ قادراً على نبش أعماقي
لو كنت حتى خشباً..
لكنت تمكنت من قراءة ظلي..
إنها يا ظلي ترنيمة جديدة..
لن تفهمها.. فأنتَ مازلت
لفهم الجماد بعيد..
دروبك التي لم تزل
مجرد همس من المأساة
عن ارضي الجامدة غريبة
فأنت تجهل حتى كيف تولد القصيدة،
وكيف يولد الموت من رحم أمنيةٍ عارية،
وتكبر الأمنية حتى تصير صلاة ليلية منسية
تُخرس بمجيء وقتها السنة
ظلت صدى لهاثها بعتمة مخنوقة
تبكي على الشتاء..
على وجود لامجدي..
لا..لأنه قلب وعقل نابض
إنما لأنه ليس بصخرة صامتة
الصمت.. يا للصمت المهذار..!
أ لأنك لاتقوى الجماد
تسير للموت خطاك..؟
كيف تعلن ولادة رفاتك
وفي حنايا الصخر متسع للهواء..؟
كيف تموت وفي عينيك
أمنية للبقاء..؟
ألا تسمع الريح خلف النوافذ
تمضغ هدأة الليل الغريق..؟
مضغة منها يموت حتى الموت من أساه..؟
اعلم بان هذه أغنية ثكلى
تفزع منها حتى أشباح الليل
لكنها إذا كنت لم تنسى
ترنيمة جديدة...
مواكب صلاة حزينة
في زمن أصبح الحجر ذا قيمة
وصار القلب النابض..
مجرد رهينة لمجرياته..
فقد يأتي يوم ويصبح..
بمنزلة الحجر ذا قيمة
لو كنتَ حجرا..منذ البدء..؟
لكنتَ ألان ذا قيمة..
دون أن تنتظر للغد مجيئا
إنها يا.. من لا تؤمن بالغد
ترنيمة جديدة..
مواكب صلاة حزينة..؟
31-10-2005