|
قُمْ للمُعَـلِّمِ وَفِّـهِ التّـنْكيلا |
(شعر: محمد محمود مرسي) |
دَرَّ الأميـرُ و مـا دَرَى بِزَمانِـنـا |
"قُـمْ للمعلِّمِ وَفِّـهِ التَّـبْـجيلا" |
و يـزيدُ دَرْدَرَةَ القـوافـي قًوْلُـهُ |
"كادَ المعَـلّمُ أنْ يكونَ رسـولا" |
"كَمُلَ المُبَدِّلُ" يا أمـيرُ أسـوقُـها |
عَلّي أُفَنـِّدُ عَنْـهُ ما قَدْ قِـيلا! |
في عَصْرِنا دَعْـني أُذِيـعُ بِحَـقِّـهِ |
قَوْلاً يراوِحُ في السَّما سِجِّـيلا: |
"قُمْ للمُـعَـلِّمِ وَفِّـهِ التّـنْـكيلا |
كادَ المعلّـمُ أنْ يُدَمِّـرَ جـيلا!" |
قُـمْ للمُـعلِّمِ وَفِّـهِ التكْـبـيلا |
قَـدْ بـادَ عَصْرٌ كانَ فيهِ نبـيلا |
نَخَرَتْ عَصاهُ السوسُ ليْسَ لحِكْمَةٍ |
غَيْـرَ الأوانِ لِكَىْ يَنـالَ وبـيلا |
باللأْىِ و الإبْـهامِ يَنْـتِعُ دَرْسَـهُ |
و كأنّـهُ ضِـرْسُ العُقولِ عَديلا |
و يضِنُّ بالمعْـلومِ مِنْ مَشْـروحِهِ |
كَيْـما يُسَـوِّغَ للدروسِ بديـلا |
رَغْماً لِيرْتَـعَ في حَشاشَةِ عِرْضِـنا |
في كُلِّ عَـثْراتِ البيـوتِ نَـزيلا |
بالنّايِ و الأرْغولِ وقَدْ تَرَنَّحَ صُبْحُهُ |
أوْ في المَساءِ يُعـاقِرُ النَّـرْجـيلا |
بَيْنَ الشبـيـبةِ و المُصيـبةُ ثُلَّـةٌ |
مِنْ راسِبـي تَعْـدادهُ تَسْجـيلا |
أوْ طالِبي نَشْـقِ المشارِبِ عالَـماً |
طُلاّبُ عِلْمٍ أدْمَـنوا التّـأْجـيلا |
ظَـلَمَ القِوامَةَ حينَ سـاقَ شبابَها |
رَبُّ المقـاهي قُـدْوةً و زَميـلا |
و غَدا الشَّمَقْمَقُ في العلومِ أشَحَّها |
فى الـمَنِّ دَحْداحاً يَـبِزُّ هَـزيلا |
فَلَـئنْ بَغَـى غُـرَماؤنا مِنْ عامِلٍ |
لَتَخَـيَّروا مِنْ َوارِدِيـهِ عَمـيلا |
صارَ المُعَلِّـمُ رَجْلَ أعْـمالٍ فَـتىً |
أنْعِـمْ بِـهِ بَيْنَ البِنـوكِ عَمـيلا |
و اكْرِمْ بخَصْخَصَةِ العُلومِ تِجـارةً |
مِنْ قُبْـحِ تَعْـميمٍ يلـوحُ جَميلا |
فالآنَ أُطْلِـقَتِ الدُّروسُ مَطِـيَّـةً |
بيْـن البيوتِ و فَوَّضَتـْهُ وَكيلا |
و الآنَ مِفْـتاحُ العلـومِ زَكيبـةٌ |
مِنْ "بَنْكِنوت" و ما إليْه سَبـيلا |
فلَكَ الشَّهادَةُ إنْ مَلَـكْتَ نِصابَـها |
ولَكَ الشَّهادةُ إنْ عُدِمْـتَ بَديلا |
إمّا بِذَبْحَـةِ سَكْـتَـةٍ قلْـبِـيَّـةٍ |
أو بِانْـتحارٍ بالدِّيـونِ قَـتـيلا |
قَـبَـسٌ من الأوهـامِ مَجّـانيَّـةٌ |
للعِلْمِ فَـلَّتْ مُخَّـنا تَـنْـميلا |
في كُلِّ كارِثَـةٍ تُوَرِّثُ نَسْـلَـها |
في مَـنْ يَلى مَسْـئولهَا إنْ قِـيلا |
ماذا جَـنَـيْـنا من نـذيرٍ كُـلّما |
عَكَـمَ الوَزارةَ غَـرَّنـا تَهْويلا؟ |
هذا يَـراها خُطّـةً خَمْـسِـيّـةً |
أوْ ذاك يُضْـرِمُ سَمْعَـنا تَطْبـيلا |
رُحْمَى سَئِمْـنا مَنْ يُلقِّـنَّا سُدىً |
في كُلِّ نائِـبةٍ تَقَـوُّلَهُ الثَّـقيلا: |
"صَبْرا عَلَى التعْـليمِ يا شُـبّاننـا" |
صَبْراً و بعد الشّيْبِ صبّارا جميلا! |
هادَتْ شعوبُ الأرْضِ في تعْـليمِها |
لِهُـدَى مُعَـلّمِها الوتـينَ كَفِيلا |
و تَرَجَّتِ اللبِـناتِ مِنْـهُ تَشُـدُّها |
دُوراً تـزيدُ جُـذورها تأْصـيلا |
أمّا حسيـبُكَ في بـلادِي نقـمةٌ |
زادَتْ رزايـا خَلْقِـنا تنْـسـيلا |
رُمْـنا النِّـظامَ لعِـلْمِنا ماهِـيَّـةً |
زادَ النّظـامُ عُلومَـنا تَخْـديلا |
وإنِ اسْـتَمَرَّ نكوصُـنا أبشِـرْ بِنا |
إنّـا شعـوبٌ لَنْ تدومَ طَـويلا |
فابْحَثْ عن التعليمِ بين رُفـاتِـنا |
وَسْـطَ المتاحِفِ إنْـقِراضاً كِـيلا |
و تَرَحَّمِ النُّـعْمَى عـلَى ترْبِـيّـةٍ |
عَدَّتْـنا ماشِـيَةً و ليْسَ رَعـيلا |
هَلْ تُجْدي أسفارُ المناهِجِ إنْ عَلَتْ |
مَـتْنَ الدَّوابِ علومُها تَحْـميلا؟ |
فانْدِبْ حضارَتَنا احْتِضاراً بَعْـدَما |
كانتْ علَى سَـبْقِ الشُّعوبِ دَليلا |
رَحِمَ العليمُ زمَانَ عِلْمٍ كانتِ الـ |
أعْـلامُ فـيهِ مُعَـلّّمينَ و جِيلا! |
. . . . . . |
|