|
( سألتُ قلبي بحـقِّ اللهِ : ماالخبـرُ ؟ ) |
و قلتُ للنفسِ : هلْ أزرَتْ بكَ النُّذُرُ ؟ |
فجاوبتْني بدمعِ العينِ يَسْبقُها : |
( حتَّى تبدَّتْ لنا في سحرِها الصـورُ ) |
( أهـدتْ إلينـا بتحنـانٍ مباسمَهـا ) |
وَ عَطَّفَتْ بالعطايا كَفُّهُ القَدَرُ |
فَلأْلأَ العينَ ما سُرَّ الفؤادُ بِهِ |
( وردَّدَ القلبُ ماجـادتْ بـه الفِكَـرُ ) |
( عادتْ ليالي الهنا عادَ النقاءُ بهـا ) |
بِمَقْدَمِ الشَّهْرِ أفراحٌ لِمَنْ صَبروا |
فاليومُ بالصَّومِ والقرآنُ في سَحَرٍ |
( والشَّهرُ ضاءتْ بهِ الآياتُ والسورُ ) |
( لاتستوي فرحةٌ بالصِّـدقِ باسمـةٌ ) |
لا والذي بيديهِ المُلْكُ يَا بَشَرُ |
لا تستوي أبداً واللهِ , لا أبداً |
( وفرحةٌ قد أتـتْ بالغـشِّ تأتـزرُ ) |
( فينتشي الغرُّ ممـا لاصفـاءَ بـهِ ) |
و يشتَكي الضُّرَ مِنْ صَبْرِ , وَ يَنْدَحِرُ |
و يَصْطَلي عَطَشاً والجوعُ سَيِّدُهُ |
( ويحتذي حذوَ من قد نالَـهُ الخَـوَرُ ) |
( ولايـزالُ بـهِ فيـمـا يكـابـدُهُ ) |
واهٌ وَ وَيْهٌ مِن الرَّمْضاء تَسْتَعِرُ |
ضاقتْ بهِ أُمنياتٌ ليسَ تنفَعُهُ |
( حتى تماثلَ صفوُ العيشِ , والكَدَرُ ) |
( قلْ لي بربِّك يامفتونُ كيـفَ بهـا ) |
هذي الدُّنَى ؟ وَ بِهَا تَلْهُو و تَفْتَخِرُ !! |
فاحذرْ فدنياكَ المأمُونُ جانِبُها |
( مقابضُ الجَّمرِ حين النَّارُ تستعـرُ ) |
( وهلْ علمتَ بـأن العمـرَ ضيَّعَـهُ ) |
ما في خفاياكَ مِنْ أهواءَ تَخْتَمِرُ |
و اعلمْ بأنَّ أشدَّ المعصياتِ لظىً |
( بذلُ الثواني بشـيءٍ مالـهُ ظفـرُ ) |
( وأنتَ ماأنـتَ إلا نسمـةٌ وُجـدتْ ) |
فلْتَعْبِد اللهَ , كي يَصْفو لكَ القَدَرُ |
فكمْ فتىً عابثٌ يَلْهو وَ رِحْلَتُهُ |
( بينَ الأنامِ بظهرِ الغيـبِ تحتضـرُ ) |
( فظاهرُ العمرِ في الدنيا نعيـشُ بـهِ ) |
وَ لوْ بأخطائِنا نَدري سَنَنْكَسِرُ |
نَظُنُّ في غَفْلَةٍ ألَّا شقاءَ بِها |
( وباطنُ العمـرِ عـلامٌ بـه القـدرُ ) |
( فـلا تغرَّنـكَ الأيــامُ باسـمـةً ) |
و لا تَكِيْدَنَّكَ الأحلامَ و السُّرُرُ |
لا خيرَ في عِيشةٍ للْمَرْءِ يَصْرِمُها |
( مالم يكنْ زادُها بالوعـي ينتصـرُ ) |
( مسافـرٌ يافتـى يومًـا براحلـةٍ ) |
فاخترْ مَطَاياكَ يَا مَنْ ساءَكَ السَّفَرُ |
نحوَ الرَّدى كُلُّ مَنْ يَزهو بهِ عُمُرٌ |
( إلى الحقيقةِ حيثُ القومُ قد قُبـرُوا ) |
( صمتُ السكونِ بلاهمس يحيطُ بـه ) |
وَ الدُّوْدُ في شَوْقِهِ لِلْعَضِّ مُنْتَظِرُ |
كمْ يا أَخي قَدْ مَضى حتَّى أَتَيْتَ هُنا |
( تغفو وحيدًا فـلا طيـفٌ ولاأثـرُ ) |
( كلٌّ بزادٍ علـى الأكتـافِ يحملُـهُ ) |
ماضٍ إلى حتْفِهِ يَوماً وَ مُنْدَثِرُ |
فاصنعْ لِأُخْراكَ مَا يُنْجِيْكَ مِنْ سَقَرٍ |
( واجعلْ بزادِكَ مايُبقـي ومـا يَـذرُ ) |
( أقلـعْ عـن الإثـم لاتغترّ ممتثـلًا ) |
بِمَنْ هَوَوْا في اللَّظَى ضَلُّوْا وَمَا اعْتَبَرُوا |
و اصْرِفْ هواكَ عَن الأخباثِ مُجْتَنِبَاً |
( لنافثِ الشَّرِ و احـذرْ إنّـه الأشِـرُ ) |
( ولا تصاحبْ قلوبًا خبؤُهـا نجـسٌ ) |
فالدَّنُّ يَنْضحُ مَا يَخْفى وَ يَسْتَتِرُ |
طَهِّرْ خفاياكَ بالقُرآنِ مُنْتَصِرَاً |
( نجاسة ُالخبءِ في مطمورِها القَّذَرُ ) |
( وابعدْ عن الماءِ إن يظهرْ به عكرٌ ) |
و اشربْ زُلالاً نَقِيَّاً مَا بِهِ عَكَرُ |
إنَّ الغديرَ لأوحالٌ تُكَدِّرُهُ |
( فاشربْ من العذبِ مغداقًا به المطرُ ) |
( وهلْ وقفتَ بقلـبٍ خاشـعٍ وبـهِ ) |
ناديتَ : يَا مَنْ لِهذا الذَّنْبِ تَغْتَفِرُ |
أنا الذي بذنُوبي نَاءَ كاهِلي |
( تبكي حزينًا ودمعُ العيـن ينهمـرُ ) |
( فاقنتْ بليلٍ بـهِ الرَّحمـنُ مطَّلـعٌ ) |
يدُ الإلهِ على المُضْطَرِّ لا تَتَأَخَّرُ |
تُبْ يا أخي للذي سَوَّاكَ وَ ابْكِ لَهُ |
( تب إن مغفرة الرحمن تنتظر ) |