الحمد لله .قال الله تعالى (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب ) ,وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (الحلال بين والحرام بين وبينهما مشبهات لا يعلمهن كثير من الناس ) وقال أيضا (الحلال ما أحله الله في كتابه والحرام ما حرمه في كتابه -يعني وسنة نبيه -وما سكت عنه فهو عفو ثم قرأ -وما كان ربك نسيا) وفي الحديث ايضا (إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها وحد حدودا فلا تنتهكوها وسكت عن أشياء رحمة بكم غير نسيان فلا تسلوا عنها).
على ضوء هذه النصوص يأتي السؤال هل الرقص وبالأخص رقص النساء من الأمور المتكلم فيها أم المسكوت عنها ؟
سنجد أن الرقص من الأمور المسكوت عنها حيث لم نجد في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ما يدل على تحريم الرقص بخصوصه فكان الأصل فيه الجواز والحل ,وهذه نتيجة واضحة منطقية لمن أراد أن يعرف أصل مسألة الرقص عموما وهذه تسمى
عند الأصوليين استصحاب البراءة الأصلية .
ولكن لا يعني ذلك انتهاء البحث في المسألة لأن المستشكل والمحرم للرقص أخطأ وعمم الحكم بسبب مجاورة الصورة المباحة للصور المحرمة الأخرى فعمم الحكم والتجاور في الحقائق سبب من أسباب الجنوح في الفكر .
قلنا :الرقص مباح لذاته لا مرية فيه للرجال والنساء إلا أنه قد يرد عليه إيرادات تغير من حكمه وهو ما يسمى عند الأصوليين المحرم لغيره وقد تتبعنا هذه الإيرادات فتحرر لنا حكم الرقص على هذا التحرير :
1-الرقص الرجولي .
2-الرقص اللهوي .
3-الرقص الغرائزي.
4-الرقص البدعي.
1-أما الرقص الرجولي الذي يذكي في الإنسان الحماس للخير والجهاد ونحو ذلك فقد أقر النبي صلى الله عليه وسلم الحبشة الذين كانوا يرقصون بحرابهم في المسجد النبوي ,كما هو معلوم ,فهو جائز بلا ريب.
2-والرقص اللهوي وهو الرقص في المناسبات الذي فيه لهو وتسلية ولعب من أجل حصول الإستئناس والفرح فجائز أيضا .
3-الرقص الغرائزي المحرم الذي ترقص فيه المرأة أو الرجل للفتنة وتهييج الغريزة وإظهار المفاتن وكشف العورات من أجل التمهيد
للفواحش -والعياذ بالله تعالى -فهو حرام سواء الرجال مع الرجال أو النساء مع النساء ,إلا الزوجة مع زوجها والعكس .
4-وأما الرقص البدعي فهو رقص الصوفية وتمايلهم من أجل الذكر والخشوع ولفهم ودورانهم بما يشبه التنانير فلا شك أن هذا الرقص
من البدع القبيحة المستهجنة .
وأما من حرم الرقص بالتعميم فقد أخطأ ولاينفعه ذلك ولو أقسم ألف مرة لأننا بصدد تحرير مسألة علمية والبحث العلمي لا يلقي بالا
لمن يقسم أكثر ,وقد نص علماء الأصول والمنطق أن التعميم في الأحكام ضرب من ضروب المغالطة الجدلية التي لا تضر إلا صاحبها
وأما حديث مائلات مميلات ,فشرحه واضح وسأبينه :
لما كانت تلك النسوة المتبرجات كاسيات عاريات ترتب على خروجهن بهذه الصورة ميلانا في أنفسهن وخلل في التوازن النفسي لهن
وانتقل هذا الخلل وتعداهن إلى من يراهن فتميل نفسه ويختل توازنه إختلالا سلبيا يقود في نهاية المطاف إلى الفاحشة -والعياذ بالله تعالى-فليس المراد بالتمايل الرقص,نعم التمايل أعم بكثير من الرقص ة فليس كل تمايل رقصوليس كل رقص محرم فبالنتيجة ليس كل رقص محرم ,إلا إذا كان الرقص يهيج الغريزة للفاحشة فيصبح مصداقا من مصاديق التمايل المذكور في الحديث (مائلات مميلات).
فالرقص الذي يحصل بين النساء في الأفراح وغيرها من باب الرقص اللهوي الجائز ولا يؤدي إلى مالا تحمد عقباه لا حالا ولا مآلا
والرقص بين النساء متوارث في جميع المجتمعات (المحافظة وغير المحافظة) ولم ينكر أحد ذلك عليهن لا من قريب ولا من بعيد
حتى نبتت لنا نابتة من المتشددين الذين يتوهمون الشئ في كل شئ .والله المستعان .
هذه اوردتها للشيخ وليد المصباحي
د. خليل :
صديقي العزيز لعلي مااوردته كان واضحا بخصوص رقص النساء واذا كان لك من مداخلة
او اي عضو بخصوص هذا الموضوع فلنتابع جميعا للأستفاده
تحياتي لك
وبخصوص مداخلة اخي الصباح فسوف اجيب عنها ان شاء الله لاحقا
تحياتي للجميع