ذات يوم قال كلب مخاطباً أبناء فصيلته..
أيتها الكلاب الضالة:
اهجروا المكان ..فقد غادر الإنسان كهوف الفكر الرديء الى شذى الحقول المزهرة..نضى عنه أسمال الكفر ليلتفع بردة الإيمان الدافئة ..إجتث آلهة زرعتها عقول واعية ,سقتها بمياه آسنة.
اهجروا المكان..فالشمس قد اقتحمت أسوار الليل لتعيد للنهار حقه المسلوب..والنار المستعرة في أتون القلب أطفأها الدمع الهتون ..والوجوه الباسرة غدت وضاءة بعدما اغتسلت بنور اليقين.
اهجروا المكان ..فثوب الليل طرزته أنفاس الساجدين..والدروب المقفرة علتها أقدام الآيبين..وموج البحر عانق الرمل المعتق بالحنين.
اهجروا المكان ..فلم يعد الإنسان بذاك الغباء..ولم يعد دون العقل ذاك الوجاء.
اهجروا المكان..فليس لنا اليوم هنا نباح أو بقاء.