|
وطَني لليهودِ أمسى جَهَنَّمْ |
كلُّ مَن داسَ تُرْبَهُ يَتَفَحَّمْ |
نَطَقَ الصَّخْرُ يا يهودُ وذا الغَرْقّدُ |
رَغْمَ السُّكوتِ أضْحى كَعَنْدَمْ |
وطني يا مِصْباحَ روحي وقلبي |
يا مُضيئا عيشي اذا العيشُ أظَلمْ |
انا لولاكَ ماتَ فيَّ شُعوري |
وَطُموحي الى الحياةِ تَحَطَّمْ |
وطني هانَ في الحياة وجودي |
انا لولاكَ من زمانٍ مُعْدَمْ |
وطني كل لحظةٍ من حياتي |
لم اقَدّسْ ذكراكَ فيها أنْدمْ |
كيفَ لا والمساءُ فيكَ تغنى |
كيف لا والصباحُ فيك تَرنَّمْ |
كيفَ.. والليل من حَواليكَ يلهو |
كلما نِْمتَ نام كالطفلِ يَحلمْ |
يا فلسطينُ يا عروسَ الأغاني |
رغم طول الفراق ما زلتُ مُغرَمْ |
انتِ نورُ العيونِ مني واغلى |
انتِ احلى من كلِّ حُلوٍ وأوْسَمْ |
انتِ يا بسمةَ الطفولةِ طُهراً |
انتِ يا ضِحكةَ الغديِر وأنْعَمْ |
كلما أشرقَ الصباحُ وَغنّى |
شيَّد الصبحُ ما بقلبي تَهدَّمْ |
واذا غنَّتِ الغُصونُ ومالتْ |
ذكَّرَتْني بِشَعْبِكِ المُتَبسِّمْ |
انتَ جبّارٌ ايها الشعبُ دوما |
وعظيمٌ وفي صُمودكَ أعظَمْ |
وَعَنيدٌ بوجه كل المنايا |
تتصدى لكل طاغٍ وَمُجْرِمْ |
وبرَغمِ النيران من كل صوبٍ |
تتمشى كعاشقٍ مُتَرنِّمْ |
المنى فيكَ والاغاني تعالى |
تحت قَصْفٍ من الجحيم المُؤلمْ |
انتَ حيٌّ تلقى الحياةَ بثغرٍ |
باسمٍ في وجه الردى المُتَجَهِّمْ |
انتَ كالطفل حالمٌ لا تُبالي |
ضَحِكَ الكونُ امْ شَكا وَتألَّمْ |