كتبتكَ بينَ العيونِ حبيبي,
ولحناً عزفتكَ فوقَ السّحابْ.
وقلباً نديّاً منحتكَ يوماً,
وتزرعُ أنتَ بقلبي العذابْ.
***
وتمضي السّنونُ بإثرِ السّنونْ.
وأرقبُ نظرةَ حبٍّ حنونْ.
فأجني الجراحَ وأجني الشّجونْ.
وأنتَ كدأبكَ بادي السّكونْ.
***
زرعتكَ فوقَ الشّفاهِ جماراً,
وأغلقتُ قلبي عليكَ دهورْ.
بكيتكَ دمعاً,
زفرتكَ ناراً,
لعلَّ فؤادكَ يوماً يثورْ.
***
سألتكَ كيف السّبيلُ لترضى,
فصمتاً أجبتَ كصمتِ الجبالْ.
وآهٍ من الشّوقِ لمّا تناثرَ ذرّاً وأشلاءَ فوقَ الرمالْ.
ويا ويلَ قلبي,
يذوبُ اشتياقاً ويدمى,
فدربُ الغرامِ لقلبكَ دربُ المحالْ.
***
فيا قلبُ هوّنْ عليكَ الدّموعْ.
فليسَ حبيبكَ ناراً ولستَ الشّموعْ.
ولستُ أظنّكَ ترضى لعيني انكساراً,
ولستُ أظنّكَ ترضى لرأسي الخضوعْ.
***
سنهجرُ هذي البلادَ الحبيبةْ,
ونطلبُ نجماً بعيدَ المنالْ.
فعلَّ الحنينَ يذيبُ حبيبي,
فيجهدُ يطلبُ منكَ الوصالْ.
ويمثلُ بينَ يديكَ فيقرأْ,
"محمّدْ حبيبُ نهالْ".
***