|
حطّتْ نوارسُ وحدةٍ بِفِنائي |
والليلُ يحرسُ خطوَها بذكاءِ ! |
قالتْ : إليكِ شددتُ رَحْلي،علّني |
أسْتلُّ ذكرى أُغمِدَتْ بدمائي |
حيرى، سهرتِ ترتّبينَ لقاءَنا |
لم تعلمي أنّ اللـقا بِقضاءِ ! |
لم تعلمي أنّ اللقاءَ كعُمرنا |
سرٌّ تربّعَ فوقَ عرْشِ بكاءِ ! |
لم تعلمي أنَّ الجراحَ موانئي |
والدمع قنديلٌ يضيء فضائي |
فإذا فقدْتِ دليلَ حزنكِ، مرّةً |
فتَفَقَّدي دمعاً بخدِّ لقائي |
إنّي الرفيقةُ، والأنينُ هويّتي |
والصمتُ خلخالي وعِقْدُ بهائي ! |
وقلوبُ كلّ الراحلينَ برُفقَتي: |
هي موطني ومدينتي وخبائي |
مازلتُ أوقِدُ غربةً، بطريقتي ! |
أصحو، فَتُوقَـدُ وحشةُ الغرباءِ |
أجني ثمارَ الذكرياتِ ونَوْرَها، |
وجهَ الشّتاء وغيمةَ الشعراء |
مابالُ وجهكِ غارقاً في حيرةٍ ؟! |
كُفّي! فأنتِ فجيعتي وعزائي ! |
مالي أراكِ تُحدّقينَ بنجمةٍ |
طرقتْ مساءً خيمةَ البؤساءِ ؟ ! |
بشوارعِ الصمتِ البهيمِ تعلّقَتْ |
-خوفاً- بأهدابي وطرْفِ ردائي |
جاءتْ تحرّر حزنَها، فتعثّرتْ |
مثلي ومثلَكِ، مثلَ قطرةِ ماء ! |
إنّي بقمّـةِ هدْأَتي، فتكلّمي |
مابالُ صوتكِ غائماً كمسائي !! |
فأجبتُها، والدمعُ يغسلُ أحرُفي |
وجوارحي غرقتْ بكأسِ بكائي : |
ياوحدةً عبقتْ بعطرِ أحبّتي |
أنتِ الدواءُ وأنتِ منبتُ دائي |
أهديتِني طيرَ الحنينِ محلِّقاً |
مازالَ يُسكِرُ مهجتي بغناءِ |
أهديتِني كُحْلَ الدموعِ مُعَتَّقاً، |
طيفَ الأحبّـة هائماً بسمائي ! |
كحّلتِ عيني بالسُّهادِ، مَحَبّـةً |
حتّى شُغِلْتُ "بموعدٍ فلِقاء " ! |
هل أكتفي !؟؟ أمْ ذاكَ غيْضُ هديةٍ ؟؟ |
هل أكتفي، أمْ ذاكَ فيضُ عطاءِ ؟ ! |
نامي على كتفي، لأقطفَ نجمةً |
لاتكتوي بالحزنِ أو بِشقاءِ ! |
نامي، فقدْ تصحو بقلبيَ وردةٌ |
أو مزنةٌ حبلى بقطْـرِ هناءِ ! |