خط النهاية
خاطرة
بقلم : د . محمد أيوب
كل كائن حي يتجه نحو خط نهايته المحتومة ومع ذلك فقد وضع كل إنسان لنفسه خطوط نهايات وهمية لتكون بدايات لخطوط وهم أكبر إلى أن يكتشف هذا الإنسان أن وجوده كان مجرد وهم أو سراب عابر ، نراه ولا نكاد نروي ظمأنا منه .
يولد الطفل وتولد معه خطوط نهاياته التي يحددها غيره ، الأسبوع والأربعين والختان ، نهاية مرحلة الطفولة المبكرة وبداية الذهاب إلى الروضة فالمدرسة .. نهاية المرحلة الدراسية الإلزامية والمرحلة الثانوية لتأتي بعدها مرحلة الدراسة الجامعية التي تنتهي لتبدأ رحلة المعاناة والبحث عن العمل أو مواصلة الدراسات العليا ، تنتهي مرحلة العزوبية لتبدأ مرحلة الزواج وتحمل مسئولية الأسرة ، يستمر الإنسان في اللهاث بعد أن يجد عملا ليصل إلى نهاية الشهر والحصول على الراتب لتبدأ رحلة معاناة جديدة مع شهر جديد ، يدفع الأيام دفعا وكأنه يحاول أن يقترب بإرادته من خط نهايته الكبرى ليعبر منه إلى بداية أكبر .. أما آن لنا أن نتمهل ونتدبر ونحن نسعى بإرادتنا إلى اجتياز خطوط نهاياتنا وصولا إلى خط النهاية الأكبر .. الموت والخروج من عنق زجاجة الحياة .