|
أيها الشعر |
ايها الشعرُ أنتَ صورةُ نفسي |
فيكَ ما في الفؤادِ من حَسَراتٍ |
وَأنينٍ وَلَوْعةٍ وَتَأسِّ |
فيكَ ما فيه من غناءٍ وَشَدْوٍ |
وَانْفِعالٍ يَنِمُّ عن كلِّ أنسِ |
أنتَ مني كَعالَمٍ أزَلِيٍّ |
زُرتُهُ مَرَّةً فَواريتَ يأسي |
عالَمٌ واسِعٌ مَعالِمُهُ الإلهامُ |
والوحيُ ثمَّ رِقَّةُ حِسِّ |
أنتَ رُؤيا وَراءَ كلِّ حُدودٍ |
تَتَجلّى لِناظِرَيَّ كَشمْسِ |
فَألاقي بها عِذابَ الأماني |
وَألاقي الجمالَ أيّانَ يُرْسي |
أنتَ دنيا من الاحاسيسِ صيغَتْ |
من قلوبٍ طَهورَةٍ ذاتِ قُدْسِ |
أنتَ يا قِبلةَ المُناجاةِ للتائِهِ |
في ليلهِ أرَقُّ مُؤَسِّ |
أنتَ يا هَدْأةَ النفوسِ اللواتي |
قد شَرِبْنَ الآلام في شَرِّ كأسِ |
أنتَ يا دَمعةَ المُحِبّينَ دوما |
في لقاءٍ أو فرقَةٍ ذاتِ تَعْسِ |
أنا لولاكَ ما سَمَوْتُ فتيلاً |
لا ولا كنتُ في الحقيقةِ نفسي |