|
أشْوَاقٌ إِلى طَيْبَة |
ما للفُؤَادِ ونَبضُهُ حدُّ |
والنَّفسُ ولهى هاجَت الذِّكرى |
والشَّوقُ فيها والهوى وَقْدُ |
والرُّوحُ تَسمو في تَطَلُّعها |
نحو المعالي هزَّها الوجدُ |
وطُيُورُ عِشْقٍ تَقتفي أثَراً |
يا للتَّألُّقِ فيضُهُ مَدُّ |
يا للمَشـاعرِ هُيِّجَـتْ وبِهـا |
روحٌ تطـيرُ وطَائـرٌ يَشــدو |
في طيبةَ الأطيابُ نَأنَسُها |
حيث النَّدى والجُودُ والودُّ |
حيثُ النُّبوةُ شَمسُهَا سَطَعت |
حيث الرِّسالة سَطرُهَا مَجْدُ |
فتألَّقَت من نُورها الدُّنيا |
والأرضُ عرسٌ للهدى وِرْدُ |
يا سيرةً شَعَّت لآلئها |
مشكاةُ نورٍ زَيتُهَا الحَمْدُ |
كـلُّ المَـآثر في صَـحائِفِـها |
والحَـقُّ فيـها غرسُهُ الجِــدُّ |
لَهَفي إليها والنَّشيدُ لها |
ماذا أقولُ وأحرُفي جُرْدُ؟! |
ماذا أخُطُّ وأسْطُري شَرُفَتْ |
حين المشاعرُ شَفَّها القصدُ |
يا للحنينِ لِجَنَّةٍ عَمَرتْ |
فيها القُلوبُ مَذَاقُها شَهْدُ |
والهديُ فيها كالهواءِ هوىً |
أوجُ الصَّفاءِ ونشقُهُ وَرْدُ |
يا للسَّـكينـةِ والفُؤادُ جَـوْىً |
للـقُـبَّـةِ الخضـراءِ يَمتــدُّ |
يا جَنَّةَ الفردوسِ في الدُّنيا |
يا مركباً فيه الألى جدُّوا |
يا مسجداً فيهِ النُّفوسُ سَمَت |
روضُ القلوبِ هناكَ والسَّعدُ |
يا منبراً قامَتْ لهيبتهِ |
كلُّ الملوكِ ودَانت الجُندُ |
يا روضَةً بالبرِّ مُتْرعَةً |
والهديُ بحرٌ برُّهُ الرُّشدُ |
ومَرابِعُ الخيراتِ بُقْعَتُهَا |
ومرافئُ الجوزاءِ والرِّفدُ |
فهنا الحَبيبُ رسولُ أمَّتنا |
وهنا النَّبيُّ شموسُهُ تبدو |
أرسى لدين الله عِزَّتَهُ |
والصَّرحُ قامَ كأنَّه المجدُ |
يا خَيرَ خَلقِ الله قاطِبَةً |
صلَّى عليْكَ الواحدُ الفردُ |
وملائكُ الرَّحمن ذاكرةٌ |
والدِّينُ والدُّنيا لهُ قَصْدُ |
ولَهي على الأنوارِ ساطعةً |
شَغَفي إلى العلياءِ يشتدُّ |
قلبي يَئنُّ وخَافقي وَجِـلٌ |
ذَنبي يَنـدُّ، مَشـاعِري حَشْـدُ |
صورٌ من الأحداثِ أذكُرُها |
ذاكَ النبيُّ وصحبُهُ الأُسْدُ |
وعيونُهم وَلْهى بها شغفٌ |
أرواحُهُمْ من دونهِ سَدُّ |
وقلوبُهُم لله خَافِقَةٌ |
عَمَروا الحياةَ وعَيْشُهم زُهْدُ |
ولدينَهُم بَذَلوا نُفُوسَهم |
لحِياضِهم بدمائِهم ذَودُ |
وبَنوا لنا الأَمجادَ عاليةً |
من ذا يُطَاوِلُ ؟! حبُّهم عَهْدُ |
هذا الرَّعيـلُ وصدرُ دَعوتـنا |
أو بعد ذلك يُفْقَـدُ الرُّشْـدُ ؟! |
يا سيِّدَ الثقلين مَعْذِرَةً |
فالحالُ فيـهِ الكـدُّ والجهـدُ.. |
والذُّلُّ فيه مكانَ عِزَّتنا.. |
بلداننـا قد هَزَّها الضِّدُّ.. |
وارتابَ حتَّى الحرُّ في سُنَنٍ |
ومع الجَفَاءِ الصَّدُّ والرَّدُّ |
والحَقُّ مثلُ الشَّمسِ ساطِعَةً |
لابُدَّ تُشرِقُ مالها بُدُّ |
أَمَلي هـناك وخافقـي وَلَـهٌ |
والشَّوْقُ عندي مَالَــهُ حَـدُّ |
د.محمد إياد العكاري |
|