الحبيب الدكتور العراقي:
(تجدد موسيقا الشعر العربي الحديث بين التفعيلة والإيقاع) جدد في روحي ألق الكبار الذين افتقدناهم منذ حين، وأنت أيها السامق ممن تشد إليهم الرحال في هذا المجال وغيره .
كنت - أيها الحبيب - قد آمنت منذ نعومة أظفاري أن الشعر ليس هوى ذاتيا ، إنما هو قدرات وشحنات ذهنية وروحية معقدة ، لا تتاح إلا لمن أوتي الموهبة والتجارب المعرفية المترامية الأبعاد والأطراف ، ولم يكن عبثا قول البحتري ، وهو يرد على المتكلفين في صنعة الشعر :
|
كلفتمونا حدود منطقكم |
في الشعر يلغى عن صدقه كذبه |
ولم يكن ذو القروح يلهج بالمنطق |
ما نوعه وما سببه |
والشعر لمح تكفي إشارته |
وليس بالهذر طوّلت خطبه |
|
|
وما نجده في الساحة الأدبية اليوم هو في أغلبه من الهذر الذي جاء ذكره في أبيات البحتري، ولم أكن أشك يوما بأن علم العروض قد حقق للشعر كينونة فنية كاملة العناصر والخصائص، جعلته مستقلا في ذاته ، محصنا ضد أي انحراف أو تطاول ، على الرغم المحاولات القائمة منذ عهد غير بعيد للقفز فوق مجراه الهادر في أعماق الذاكرة العربية ، وجعله أشبه بالألغاز والتعاويذ التي لا سبيل للتوافق معها ، وإذا بنا نجد أنفسنا أمام نتاج أدبي لا هوية له؛ فقد يكون اي شيء ما عدا الشعر!!
سيكون لنا وقفة متأنية مع ما يسمى ( قصيدة النثر ) إن شاء الله تعالى ..
لك حبي المقيم أستاذي