الحكاية تبعث على الملل والرتابة في كل تسرد من قبل الأب الذي ماانفك دائما عن المبالغة الممزوجة بالخرافة عندما يسترسل في حكايته , نجده يبحث عن إبراز شخصيته التي هي بعيده عن مقارعة الحقيقة فينجرف بعفويه فيعانق الكلمات والجمل النارية التي تجعل من مستمعيه السذج يسمرون بصرهم بحده إلى هيئته من هول الطرح كحال اللقاءت والمؤتمرات العربية تم بعد ذلك يصيبه الفتور ليجد نفسه يرسم الأحلام والتمني لحكايته , فيعود إلى ذاتيته مرة أخرى فيستعرض بطوباته التي ورثها أب عن جد فينطلق بحماسة في عرض مراحل حياته التي يبحر في تفاصيلها بدقة لكي تكون قدوة لمستمعيه الذين يستمدون منه ثقافتهم وهي لا تخرج عن المعتاد التي دائما في تكرار وإعادة ... لقد كان جدي رحمه الله صاحب جسم كبير يخاف منه الكبير قبل الصغير عند المقابلة فيعرض عنه خوفا من بطشه .. لقد كان متزوجا من أربع نساء يعاشرهن في ليلة واحدة .. يجلس في مجلسه فيتجمع من حوله أولاده العشرين يتناولون معه طعام الغداء ثم بعدها يتبارون فيما بينهم من هو أطول تجشأ فيهم الذي يجيده الأب وحده ولكل يحاول أن يصل الى قدرته وطول نفسه .. ثم بعدها يغط هو وأولاده في نوم عميق في انتظار لوجبة العشاء , هكذا كان جدي رحمه الله , في المرة القادمة سوف اروي لكم حكاية أخي الذي تزوج ثلاث نساء وأنجب اثنا عشر ولد , مات بعد ان سقط من على ظهر الخيل بسبب جسمه السمين , فا إلى لقاء مع حكاية بطولة من شرقنا العريق .
عبد الله سليمان الطليان