المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مصطفى عراقي
أخي الفاضل هيثم
أحييك وأحيي رغبتك المخلصة في التجديد والتطوير وإضافة بحر جديد إلى بحور الشعر العربي المعروفة
وهذا من حيث المبدأ أمر جيد وجميل وقد دعا له علماؤنا الأوائل كما بينت في بحث تجدد موسيقا الشعر العربي الحديث :
https://www.rabitat-alwaha.net/molta...ad.php?t=17633
وفيه قول الزمخشري رحمه الله: "أنَّ بناء الشعر العربي على الوزن المُخترعِ، الخارج عن بحور شعر العرب، لا يَقدحُ في كونه شعراً " (القسطاس في العروض)
و"وأنَّ ما يرجع إلى حديث الوزن مقصور على هذه البحور الستةَ عشرَ لا يتجاوزها. إنما الغرض حصر الأوزان التي قالت العرب عليها أشعارهَا. فليس تجاوز مقولاتها بمحظور في القياس، على ما ذكرت".
فباب الإضافة إلى البحور مفتوح وقد أقر العلماء والشعراء كما أشادوا بأبي العتاهية بهذا كما قالالناقد الكبير ابن قتيبة في كتابه القيم الشعر والشعراء:
وكان لسرعته وسهولة الشعر عليه ربما قال شعراً موزوناً يخرج به عن أعاريض الشعر
وأوزان العرب.
وقعد يوماً عند قصار، فسمع صوت المدقة، فحكى ذلك في ألفاظ شعره، وهو عدة أبيات
فيها:
للمَنُونِ دائِرا (م) تٌ يُدِرْنَ صَرْفَها"
هُنَّ يَنْتَقِنَنا * واحداً فواحدَا"
هذا من حيث المبدأ
أما أبياتك هنا فقد تأملتها ولم أجدها تبتكر بحرا جديدا وإنما هي صورة من صور بحر الكامل كما يتبين من التقطيع على النحو التالي:
وجعٌ بروحي زاد من نزف الجـروحِ ٍبرماح غدرٍ أرديت و الطيـب ذنبـي
///.//. /././/. /././/./ ///.//. /././/. /././/./.
متفاعلن متْفاعلن متْفاعلاتُ متفاعلن متْفاعلن متْفاعلاتن
فبدا لعقلي بعض أمـرٍ كـان خـافٍ و رأيت حتماً واجبـاً تغييـر قلبـي
///.//./././/./././/./. ///.//./././/./././/./.
متفاعلن متْفاعلن متْفاعلاتن متفاعلن متْفاعلن متْفاعلاتن
إن هكـذا أبقـى نقيـاًّ ذا وفــاءٍ باقٍ زماني جاهدا يسعـى لحربـي
/././/./././/./././/./. /././/./././/./././/./.
متْفاعلن متْفاعلن متْفاعلاتن مْتفاعلن متْفاعلن متْفاعلاتن
فإذا كباقي الناس قد قـررت أحيـا ومشاعري سحقا لها أيضاً لحبـي
///.//. /././/. /././/./. ///.//. /././/. /././/./.
متفاعلن متْفاعلن متْفاعلاتن متفاعلن متْفاعلن متْفاعلاتن
فهذه الأبيات كلها جارية على متَفاعلن (صحيحة ) ومتْفاعلن (مضمرة)
كل ما في الأمر أنك أدخلت على الضرب(التفعيلة الأخيرة من الشطر الأول) والعروض ) التفعيلة الأخيرة من الثاني ، ما يسميه العلماء بالترفيل وهو زيادة سبب خفيف في نهاية التفعيلة.
وهذا الترفيل معروف في مجزوء الكامل كما في قول قس بن ساعدة:
في الأولين الآخرين من القرون لنا بصائر
فالضرب هنا كما في أبياتك كلها مرفل :
ن لنا بصائر (متفاعلاتن)
فتبين من ذلك أن محاولتك هذه لا تعد بحرا جديدا على الصورة التي صورتها ، وإنما هي لم تخرج عن أن تكون مجرد صورة من صور بحر الكامل حيث أدخلت الترفيل على الضرب والعروض كليهما وهو مختص بالضرب فقط .
على أنني أرى أن هذه الصورة قد أثرت على انسجام الأبيات وتناغمها ، كما في قولك :
فإذا كباقي الناس قد قررت أحيا
كما أرجو تصويب هذا البيت :
ما الضير إن عشت بلا إحساس يوما=فلبت هاني لي صفا عيشي وشربي
لأن فيه اضطرابا
وتقبل أسمى تحياتي، وأصدق دعواتي
مصطفى