المناخ يهدد بعض الدول بالانهيار
هل حقا سوف تصبح الأرض مكانا غير صالح للحياة, إذا استمرت وتواصلت تلك الممارسات التي يرتكبها الإنسان في حق البيئة, ونشاطاته الصناعية غير الآمنة, والتي تنبعث منها الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري؟!
الإجابة جاءت في مضمون التصريحات المهمة التي أدلت بها مارجريت بيكيت وزيرة خارجية بريطانيا لصحيفة فاينانشيال تايمز أمس, وقالت فيها: إن ارتفاع حرارة الأرض بالمعدل الحالي, يهدد بحدوث انهيار في النظام البيئي بحلول عام2050, مما قد يقود إلي انهيار بعض الدول في أوروبا وآسيا وإفريقيا, ونشوب صراعات ونزاعات حول المياه والموارد الغذائية.
وقالت بيكيت: إن هناك بالفعل دولا في أوروبا وآسيا وإفريقيا تعاني توترات خطيرة بهذا الشأن, منها علي سبيل المثال أوزبكستان, وتركمانستان اللتان تتنازعان مياه الأنهار.
وذكرت الصحيفة أن بيكيت سوف تركز خلال زيارتها الحالية لألمانيا علي إقناع الألمان بأن يعطوا أولوية للتغيرات المناخية التي تشهدها الأرض, عندما تترأس ألمانيا الاتحاد الأوروبي, ومجموعة الثماني في العام المقبل. وأعربت الوزيرة البريطانية عن اعتقادها بأن الولايات المتحدة قد تعدل عن موقفها الحالي, وتوقع اتفاق كيوتو, إذا نجحت مبادرة اتفاق ولاية كاليفورنيا مع بريطانيا التي تستهدف توحيد الجهود لمواجهة العواقب الاقتصادية للتغير المناخي.
ومن ناحية أخري, حذر تقرير للصندوق العالمي للبيئة من أن البشرية سوف تحتاج في عام2050 إلي ما يساوي ضعف الموارد الطبيعية المتاحة في كوكب الأرض, مشيرا إلي أن البشر أصبحوا يستهلكون خلال السنوات القليلة الماضية موارد طبيعية تفوق في مقدارها قدرة الأرض علي تجديد وإحلال مواردها.
وأوضح التقرير أن السلالات البحرية والبرية وموارد المياه العذبة تراجعت بنسبة تزيد علي30% منذ عام1970.
المصدر: جريدة الأهرام المصرية، العدد (43787)، الأربعاء 25 أكتوبر 2006م.