الحجر السحريخلق الله سبحانه وتعالى الخلق خيرهم وشرهم ، فمنهم من يعمل عملاً صالحاً يفيد الناس والمجتمع ، ومنهم من يعمل عملاً غير صالح ويكون شريراً لا يحب الخير للناس بل يسعى في الأرض فساداً ، ولكن حتى الشرير فيه بذور الخير وعلى الخيريين والصالحين تنمية هذه البذور لتنمو وتتغلب على بذور الشر ويصبح صالحاً نافعاً لمجتمعه يعتمد على نفسه لتحقيق أمانيه وأحلامه .
هذا مدخلا لقصتي أرويها لأصدقائي الأطفال لتكون عبرة ويستطيعون التفريق بين الخير والشر .
ففي أحد أيام الشتاء خرجت الطفلة من منزلها تتمتع بجو ذلك اليوم الجميل الصافي وتتمشى بين البساتين ، وفجأة بدأ الجو يتغير شيئاً فشيئاً وبدأت تسمع صوت الرعد وتري لمعان
البرق ، وبدأت السماء تمطر مطراً شديداً فآوت الفتاة إلى غرفة حجرية كانت في أحد البساتين ريثما تتوقف السماء من المطر ، ولكنها حين دخلت الغرفة وجدت حجراً مرمياً على الأرض ، وكان هذا الحجر يتوهج ، وكانت الفتاة قد سمعت عن حجر متوهج يحوي قوة غريبة يستطيع من يملكه أن يحقق كل ما يتمنى ، فأخذته وجربته فتمنت أمنية فتحققت الأمنية على الفور ، وصدقت الفتاة كل ما قيل عن هذا الحجر ، فسرت به كثيراً ، لأنها تستطيع أن تحقق كل أمانيها ، ولكنها لم تكن تعرف ما ينتظرها ، فقد كانت هناك عصابة تبحث عن هذا الحجر لتستخدمه في أغراضها الشريرة ، وعندما عرفت العصابة بقصة الفتاة بدأت تبحث عنها حتى وجدتها ، وبدأت العصابة بمضايقة الفتاة وتهديدها والتعرض لها ولأهلها بالتهديد والوعيد ، ولكن شجاعة الفتاة كانت أقوى من تهديد العصابة
لها ، واهتدت في النهاية إلى طريقة لإيقاع العصابة في شر أعمالها فقررت أن تنصب للعصابة مكيدة لإيقاعهم في يد الشرطة ، فأخبرت الفتاة العصابة بأنها ستعطيهم الحجر ، ولكن بشرط أن يكون مكان التسليم نفس الغرفة الحجرية التي وجدت فيها الحجر ، فوافقت العصابة ، وكانت الفتاة قد أخبرت الشرطة بالموعد المحدد ، وعندما جاءت العصابة إلى الغرفة في الموعد المحدد وجدت الشرطة بانتظارهم ، ولكنهم هربوا مسرعين من وجه الشرطة ، وما كان من الفتاة إلا أن تمنت أمنية من الحجر أن يسد الطريق أمام العصابة وتمكين الشرطة من الإمساك بهم فتحققت أمنيتها وتم القبض على رجال العصابة الأشرار ، فسرت الفتاة كثيراً وأعادت الحجر إلى مكانه في تلك الغرفة ، وتعلمت الفتاة درساً من هذه التجربة . تعلمت أن الأماني والأحلام لا تتحقق إلا بالعمل الجاد والمثابرة وطلب العلم والأدب وحب الخير للناس .
وفي النهاية شكرت الشرطة الفتاة على صنيعها من عمل الخير ، وأصبحت قصة الفتاة على كل لسان بالقرية وجوارها وأصبح الأطفال يتناقلون القصة ويروونها لبعضهم البعض .
انتظار الحريري