|
كفّي بكفّك فاصحبني مدى الأبدِ |
يا نفحةً من جنانِ الخلد يا ولدي |
يا راحةَ النفس في الدنيا وزينتَها |
وضحكتي لو لبثتُ العمر في نكدِ |
أعيذُ عينَك من عيني إذا نظرتْ |
أعيذها في الدُّنا بالواحدِ الصمدِ |
لما هتفتَ ( أبي ) ارتاحتْ لها أذني |
ورعشةُ الفرحِ راحتْ تصطفي جسدي |
كأنني متعبٌ قد عاش في صممٍ |
وأسمعتْه حروفُ البلبلِ الغردِ |
ناديتني بحروفٍ بتُّ أعشقها |
فما أرقّ وما أندى على كبدي |
|
كفّي بكفّك للرحمنِ رحلتُنا |
فاخطر على مهجتي و ارْوِ الحنينَ بها |
واخطر على العينِ لا أخشى من الرمدِ |
عيني فداكَ وقلبي أنت ساكنُه |
إن غبتَ عن ناظري ما غبتَ عن خَلَدي |
الله أكبرُ .. نادانا لجمعتِهِ |
فراح صوتُك يحدوني إلى الرَشَدِ |
( هيّا أبي ) سرتُ والأشواقُ تسبقني |
أخشى على صاحبي من أعينِ الرَصَدِ |
يتلو ( المعوذتينِ ) القلبُ في قلقٍ |
ويسأل اللهَ : (سلمْ ربِّ من حسدِ) |
عن خطبةِ الشيخِ كان الفكرُ في شُغُلٍ |
كأننا وحدنا في جامع البلدِ |
كنتَ الخطيبَ وقلبي كان مستمعاً |
ولم يكن غيرنا في الساحِ من أحدِ |
قمنا نصلي صفوفا كل جارحة |
بالصمت قد خشعت للخالق الأحد |
( الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ ) بها |
شقّ الإمامُ طريقاً للفتى النَجِدِ |
هزّاتُه كَثُرَتْ من فرط نشوتهِ |
يتلو فيسبقه في حفظِ مجتهدِ |
فكدتُ في عزّ إنصاتي أكلمُه |
لكنّها همستْ كفّي له اتئدِ |
فيمنح الصمتَ لحْظاتٍ ويسحبها |
سبحانَ من خلقَ الإنسانَ في كَبَدِ |
شغلتَني في صلاتي هل شغلتُ أبي؟ |
وهْو الذي عطفُه ريٌ لكلِّ صَدِي |
|
يا نعمةَ اللهِ يا يومي وصبحَ غدي |
فإنْ تعثّرتَ في ضعفٍ وجدتَ أباً |
وإنْ تعثّرتُ في شيبي فخذ بيدي |
فأنتَ في أعيني دنيا بأكملها |
وأنت مني مكانَ الروح من جسدي |
ولو عددتُ من الدنيا محاسنها |
لكان سعدُك فيها أولَ العددِ |
|
ياربِّ هذا صغيري صاحبي وأخي |
فاجعلْ كتابَك في كفيه شمعتَه |
واجعلْ لدينِكَ منهُ غضْبةَ الأسدِ |
واجعله بحرَ علومٍ مدُّهُ دررٌ |
للخلقِ .. لو غاضَ بحرُ الناسِ بالزبدِ |
واحفظه يا ربّنا من شرّ حاسدِهِ |
واغسله من ذنبهِ بالثلجِ والبَرَدِ |