الحبيب الكبير د. توفيق:
أهلاً بك شاعراً كبيراً تعبر بكلماتك الراشدة عن قضايا فاسدة لتعيد تحديد المفاهيم التي أفسدها تيار التغريب تارة ، وتيار التأنيب تارة أخرى.
لا أراك إلا ممن يجسد هنا أحد أهم شعارات الواحة "الفكر قبل الشعر" وهذا بحد ذاته يكفي لأمدح هذه القصيدة كثيراً بما قدمت من تصحيح لمفاهيم مختلة ومعتقدات غير صحيحة.
ولكنني هنا أستأذنك بعد أن أمتدحت المعنى أن أمتدح المبنى أيضاً بما يستحق من تقدير ، وأستأذنك في الإشارة إلى ما أصاب القصيدة من بعض هنات ربما كانت من سهو:
صُمْنَـا وَقُمْنَـا وَاجْتَهَـدْنـا طَـاعَـةً
نَرْجُـوُا رِضَـاهُ وَرَحْمَـةً وَخُلُـوُدا
هنا يكتب الفعل بدون ألف لأن الواو حرف أصلي من الفعل وليس واو الجماعة.
مِـنَّـا إمَـــاءٌ بِـالـرِّكُـوُعِ حَـرَائِــرٌ
مِـنَّــا عَـبِـيـدٌ يُعْـتَـقُـونَ سُـجُــوُدا
لا أجد لهذه اللفظة صواباً إلا في نصبها على الحالية لا رفعها على الوصفية وذلك بما يفرض سياق المعنى.
يَشْرِي شَهِيـداً لَـمْ يَضِـنّ بِرُوحِـهِ
بِالقَصْرِ يَزْهُو فِي الجِنَانِ مَشِيـدا
شرى يشري أي باع يبيع ، وهي غير اشترى يشتري أي ابتاع يبتاع.
ثقول تعالى:
وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ ... أي باعوه.
ويقول تعالى:
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ ... أي باع نفسه لله.
ويقول تعالى:
وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ ... أي باعوا به أنفسهم.
ثم يقول تعالى:
أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى ... أي استبدلوا وابتاعوا.
ويقول تعالى:
إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ... أي ابتاع.
حَــيٌّ بِــرِزْقٍ لَـيْـسَ يَنْـفَـدُ نَبْـعُـهُ
وَعْـــدٌ لِـــرَزَّاقٍ كـريــمٍ جُـــوُدا
ما دور هذه اللفظة في المعنى بعد قولك كريم؟؟
اهْفُـوُ لِـرِزْقٍ مِثْـل رِزْقِ شَهِيدِنَـا
لَـوْلا نَهَـا رَبِّــي لَكُـنْـتُ حَـسُـوُدا
بل هي بهمزة القطه "أهفو".
أما نهى فتكتب بالألف المقصورة لا الممدودة.
حَـفْـلٌ لـنَـا فِـيـهِ الـتَّــوَدُّدُ وَالـلـقـا
والحَـيِّ يَـزْهُـوُ بِـالـرِّدَاءِ جَـدِيَـدا
هذه حقها الرفع لا الخفض ، ووددت لو اخترت لفظة تعطي معنى أدق كأن تقول "والطفل" أو " والمرء" وهكذا.
تقبل الود خالصا.
تحياتي