|
ستمرُّ بين جماجمٍ ودماءِ |
|
|
وتخوضُ في كوْمٍ من الأشلاءِ |
وترى المآسي في الجوانبِ كلِّها |
|
|
والقمعَ والإرهابَ في الأرجاءِ |
وترى جبال القهرِ تقبع حولنا |
|
|
تُلْقي بظلٍّ صارمٍ وعناءِ |
وترى ذئاب الغدرِ تمرح بيننا |
|
|
تعوي هنا وهناك شر عُواءِ |
فتروع أهلي في توابيتِ الضُّحى |
|
|
وتثير فينا النَّارَ كلَّ مَساءِ |
وتدوس أطفالا صغارا عندنا |
|
|
يقضون أياما بدونِ عَشاءِ |
تبدو طفولتهم شقاءً لافحا |
|
|
عاشوا هنا في لوعةٍ وبكاءِ |
وتميتُ شيخا كان أكبر همه |
|
|
أن يستعيدَ الأرضَ للأبناءِ |
قد مات في آلامه ألا يرى |
|
|
ضوْءًا يبدد وحشة الظلماءِ |
وتذيبُ قلب الأم قد باتتْ على |
|
|
كمَدٍ لفقدِ حبيبها المتنائي |
نزعوه منها ذات ليلٍ موحشٍ |
|
|
فمتى يعود لها بفجْرِ رجاءِ؟ |
فإذا عبرتَ الشَّوْكَ والسُّمَّ الذي |
|
|
ألقوه في دربي بكل عداءِ |
فمررتَ بين خيامنا فرأيتَها |
|
|
منثورةً كالرَّمْلِِ في الصَّحراءِ |
تلهو بها ريحُ الخيانةِ كلما |
|
|
هبَّتْ عليها من رُبا الأهواءِ |
سترى هنالك خيمةً مقرورةً |
|
|
قد مزِّقتْ بمخالبِ الجبناءِ |
كتبوا عليها من دمانا قصةً |
|
|
منقوشة من محنتي وشقائي |
فاقصدْ إليها عائذًا متعوذا |
|
|
وادخلْ وألقِ تحية الكُرَماءِ |
أسمعتَ ؟!هذا يا أخي عنواننا |
|
|
في خيمةٍ منصوبةٍ بعراءِ! |
أحزنْتَ ؟لا تحزنْ فكمْ من عَبرةٍ |
|
|
سالت فلم تُنبتْ سوى الأصْداءِ! |
أبشرْ سينقشعُ الظلامُ عن الرُّبا |
|
|
وترى الخيامَ مقابرَ الأعداءِ |
وترى جبال القهرِ تصبح نارنا |
|
|
تسري وتشعل جذوة الرمضاءِ |
سنهبُّ نمضي لا نبالي بالضنى |
|
|
والشوكُ يصبحُ معبرا لضيائي |
ستقرُّ روحُ الشيخِ في عليائها |
|
|
لما أتته بشائرُ الأنباءِ |
والأم تمسح دمعها بيدِ ابنها |
|
|
قد عاد يلقاها بطيبِ لقاءِ |
يتغيَّرُ العنوان أخبركم به |
|
|
في عزةٍ في فرحةٍ وهناءِ |
قصرٌ دعائمه كرامة ديننا |
|
|
قصرٌ نشيِّدُهُ إلى الجوزاءِ |
نبنيه بالحبِّ الطَّهورِ وبالمنى |
|
|
في ساحةٍ مفروشةٍ بنقاءِ |
يشدو بها الطيرُ المغرِّدُ حولنا |
|
|
يُشجي مسامعنا بعذبِ غناءِ |
قصر نشيده بكل سعادةٍ |
|
|
أو جنة الشهداء في العلياءِ |
أسمعتَ هذا يا أخي عنواننا |
|
|
ورجاؤنا رغم الأسى والدَّاءِ! |