إنِّي استقلتُ منَ الحروفِ جميعها وضربتُ صفحاً عنْ مدادِ دواتي ويراعتي عمداً عصفتُ بسنِّها وشرعتُ أحرقُ باللظى كلماتي هو ذلكَ الشِّعرُ اللَّعينُ شربتهُ زمناً فما أضفى على أزماتي قدْ بتُّ كالسَّكرانِ مختمراً بهِ أُرجي النُّفورَ وأركبُ النَّزواتِ حتَّى غدوتُ كظلِّ ظلٍّ ليسَ لي في الأرضِ ثِقْلٌ أو زهيدُ أناةِ أنا ذلكَ البدويُّ يخفي رأسهُ بينَ القصيدِ وطبلةٍ وسباتِ يا شعرُ إنِّي قدْ سلوتكَ لا تسلْ كيفَ استفقتُ ومنْ يهزُّ حياتي أمَّا الطُّبولُ فقدْ أحلتُ جلودها درعاً يقيني بأسَ كلِّ قناةِ والنومُ قدْ أرَّقتهُ حتَّى غدا يرجو المنامَ ولو صريعَ مماتِ وأخذتُ بالرشَّاشِ ممتطيَ الرَّدى وحفرتُ قبرَ يهودَ بالطَّلقاتِ وغدوتُ حرَّاً كالسَّماءِ وعزَّتي فوقَ النُّجومِ ترُفُّ كالرَّاياتِ يا بارئَ الثَّقلينِ هذي مُنيةٌ عجِّلْ بها يا ربًّ قبلَ وفاتي