|
مُهْجَةُ الأَحْرَار |
يا قَوسَ حُبِّي حَذَارِ الرَّميَ يَكْفِينا |
قَد رِشْتَ سَهْمَكَ حتَّى غَارَ فيكَ جَوىً |
عِيْلَ التَّصَبُّرُ حتَّى كَادَ يُردِينا.. |
وجَعْبَتي مِثلُها الأضْلاعُ وَالهَةٌ |
أَخَافُ قَوسِي على شَكوايَ تَرمينا |
ألوذُ بالصَّبرِ عَلَّ الصَّبرَ يُسعِفُني |
نَلقَى الأَسَاريرَ بعدَ الَلأيِ تُضوينا |
وباليَرَاع ِأُدَاوي الحَال َمُتَّكِئاً |
على القَوافي تُسَرِّي الهَمَّ تُسْلينا |
فأَسْكُبُ الرُّوحَ كَي يَسْلو الفُؤَادُ بها |
وأُكْثِرُ الضَّمَّ والإرْوَاءَ تَضْمِينا |
مَشَاعِري إنْ َتُرى وطْفَاءُ عَاشِقَةٌ |
ورَيُّهَا القَلبُ كالسلسال يروينا |
ضُلُوعُها تَشْتَفي في ذِكْرِ بجْدَتها |
فيُورقُ الغُضُّ في الجَنبين نسرينا |
حَسْبي النَّوى مَوجُهُ يَجْتَاحُ أَشْرعَتي |
يَمِيْدُ بالشِّعرِ والإبحارُ يُشْجينا |
يا سَاريَ البَرقِ إلا انهلَّ قَطْرُ نَدىً |
سَحَّاً كَدَمعِ الجَوى بَرْدَاً وتَسْكِينا |
واسْقِ الأَحبَّةَ وارْوِ الشَامَ إن بها |
قَرمَ الحَضَارَةِ لا زُوراً ولا مينا |
واهْبِطْ على بَردى وارشُف رضَابَ هَوىً |
لنُمزُجَ الحُبَّ عِشْقَاً في تَسَاقينا |
وبَلِّلِ الرَّبوَةَ الفَيْحَاءَ صَخْرَتها |
إن أنْسَ لا أَنْسَ ذِكْرَاها بِوادِينا |
زَكِيَّةَ التُّربِ والأَنسامُ عَاطِرَةٌ |
بالغُوطَتين سُرَى الأرواحِ يَسْبينا |
بِحُلَّةٍ يا سَنَاها وُشِّيَتْ بِحِلىً |
بَيْضَاءُ في عُرسِها بِدْعَاً وتَزْيينا |
بِسَاطُها مِخْمَلٌ لميَاءُ نَاضِرَةٌ |
بمَشْهدٍ في الرَّبيعِ الطَّلقِ يُحيينا |
سُقْيَا لعَهدِ الصِّبَا شَوقَاً لريحِ الصَّبا |
سَكْباً مَآقي الهَوَى حَرَّى وَدَاوينا |
نَطوي اللَّيَالي بذِكْرَى كَمْ تُؤَرِّقُنا |
نُطَارحُ الهَمَّ والرُّؤيا أَمَانينا |
وتِلكَ أيَّامُنَا تُسْقَى على ظَمَأٍ |
مَهْمَا ارْتَوينا عُيونُ الشَّام تُظْمينا |
فنُرسِلُ الشَّوقَ أمْوَاجَاً وأُغنِيَةً |
بأَجْمَلِ العَزفِ أنغَامَاً وتَلحينا |
هي الشَآمُ كِتَابُ العِزِّ نَقْرَؤُهُ |
سفْراً تَألَّقَ في الأَزمانِ تَدوينا |
عَلى مَطَايا العُلا كَانت أعِنّتَُنا |
من قَاسَيونَ إلى الجَوزاءِ تَلقِينا |
فارْمِ السِّهَامَ ولا تَخْشَى مَخَاطِرَها |
ولا تُبَالي فمن يُرمى مَآقينا |
وقُلْ لمَعْشُوقَةٍ هَامَ الحَبيبُ بها |
دِمَشقُ عُرْسُ الهَوى رَيَّانَةً فينا |
دِمَشْقُ شَامَةُ بُلدَانِ العُلا نَسَباً |
طَودُ الشُّموخِ ونِبراسُ العُلا دينا |
بجلَّقٍ كَانت الدُّنيا مجلِّيَةً |
أميَّةٌ هاهُنا رُوحاً وتَكْوينا |
مُرْدُ الكُمَاةِ بها شُمُّ الأباةِ لها |
صيدُ الهُداةِ هنا تَلقَى المَيَامينا |
شَمسُ الفُتوحِ سَرت منها مُشَعْشِعَةً |
في الخَافقين لدينِ الله تَمكينا |
أميَّةُ العزِّ والنَّسرُ الأبيُّ بها |
ما حَطَّ إلا هُنا وانْدَاحَ تنِّينا |
فجلَّقٌ مُهجَةُ الأَحْرَارِ مَلْحَمَةٌ |
يبقى سَنَاها بِهَامِ المجدِ مَقْرونا |
د.محمد إياد العكاري |
|