ولو من أجل عيون الصغار!
"للكاتب /محمد صادق دياب"
حينما يغدو العيد بالنسبة للصغار مجرد مفرقعات وألعاب نارية تباع وتشترى في سوق سوداء، تخزن وسط البيوت والأحياء السكنية، رغم ما تسببه من حرائق وإصابات يصبح السؤال مشروعا: كيف تدخل كل هذه الكميات الكبيرة إلى البلاد؟! فمن غير المعقول أنها تهبط من السماء!
سؤال لا بأس من تكراره على إدارة الجمارك كل عام، لأنها تتجاهل الإجابة عليه عاما بعد آخر.. ويتضخم الخوف حينما يتصور الإنسان أن الذي بمقدوره أن يهرب كل هذه الكميات الكبيرة جدا، والتي تصل إلى مئات الأطنان من المفرقعات الخطرة، يكون بإمكانه أن يهرب أيضا أشياء أخرى أكثر خطورة وأشد فتكا كالسلاح والمخدرات.
لقد حول هؤلاء العيد إلى ضرب من الجنون البشري، فغدا الناس كأنهم يعيشون في ساحة معركة، من كثرة المفرقعات الصوتية، التي لم تبق مكانا في المدينة إلا وصلته، وبصورة خاصة أماكن النزهات في العيد ووسط الأحياء السكنية التي يقطنها المريض والطفل والعاجز.
وفي التلفزيون السعودي في ليلة العيد، تحدث أحد المشترين لهذه المفرقعات والألعاب النارية بوقاحة عن هوايته هذه، وهو يؤكد للمذيع أنها تتسبب في حرائق وأضرار جسدية، ولكنه لا يتردد في شرائها وإشعالها كل عيد مهما كان الثمن!
وفي ليالي رمضان الأخيرة كان باعة هذه المفرقعات يفترشون الأرصفة في الأسواق وينادون على بضاعتهم، كما يفعل بائع البليلة وحلوى العيد ـ على عينك يا تاجر ـ وبعض الصحف تصدر في الأيام التالية تحمل عناوين مستفزة مثل: «حملات أمنية على المفرقعات والألعاب النارية»!.. ومشكلتنا بالتأكيد ليست مع أولئك الباعة الجائلين بتلك المفرقعات والألعاب النارية، ولكن مع «هواميرها» الذين يقومون بتهريبها إلى داخل البلاد بصورة منتظمة، ولا ندري كيف؟ ولم تحاول الجمارك أن تخرج عن صمتها لتخبرنا عن حل هذا اللغز، الذي أصبح أشبه بالمسابقة السنوية التي يتبادل سؤالها الناس في كل عيد مسبوقا بكل علامات الاستفهام مثل: كيف؟، ومن؟، ولماذا؟
والخلاصة: إننا أمام إشكالية تربوية وسيكولوجية واجتماعية خطيرة، حينما تتحول لعب أطفالنا إلى مفرقعات وألعاب نارية ومسدسات وبنادق وصواريخ لا يمكن أن تنبت في دواخل الأطفال غير العنف والغلظة والعدوانية.. فهل نفعل شيئا لإيقاف تلك المأساة ولو من أجل عيون الصغار؟
"
"
مقالة أعجبني مضمونها ..أتمنى أن تعجبكم
تقديري..
*
*
*
تحية ورد