|
أنائحٌ أنتَ أم ردّدْتَ ألحانا |
فَصَوتُكَ العَذبُ يحكي الحزنَ احيانا |
وهل لِلحنٍ جديدٍ جئْتَ تَطْلُبني |
أمْ هَلْ لِحُزنٍ عَميقٍ فُضتَ أحزانا |
يا طائرَ الحبِّ والأشواقِ هل نَفَدَتْ |
منكَ اللُّحونُ فلمْ يُلْهِمْكَ ملقانا |
ما إنْ عَهِدْتُكَ مثلَ اليومِ مُكْتَئباً |
ولارَأيْتُكَ مثلَ اليومِ حَيْرانا |
فَفَصِّلِ الذِّكْرَ واسْتَرْسِلْ على أمَلٍ |
ولا تَخَفْ لِدَواعي العَذْلِ إنْسانا |
نَفَّرْتَ مِنِّيَ أحْلاماً مُغَرِّدَةً |
فَليْسَ تَسْكُنُ بعدَ اليومِ |
يا طائِري وَلَكَ الأجْواءُ قاطِبَةً |
ما أنْتَ وَحْدَكَ مَسْجوناً بِدُنْيانا |
الصَّمْتُ والحُزْنُ مِنْ حَوْلي وَبَيْنَ يَدي |
وَحَسْبُكَ الهَمُّ في رأسي وقد هانا |
وَلي بِغابِرِ عِشْقي كلَّ قاصِمَةٍ |
أقَمْتُهُنَّ على الأيّامِ سُلطانا |
ما غَيَّرَتْني الليالي رَغْمَ قَسْوَتِها |
بل أرْهَفَتْني أحاسيساً وَوِجْدانا |
ولوْ سَرَدْتُ عليكَ اليومَ تَجرُبَتي |
مع الزَّمانِ مَلَأْتَ الجوَّ شُكْرانا |
هلْ آدَكَ الهَجْرُ من نَسْرينَ أعْظَمُهُ |
فَسالَ جُرْحُكَ مِمَّنْ باتَ يَنْسانا |
أمّا أنا فالأسى تَسْعى بِهِ قَدَمي |
كَمُبْحِرٍ ما دَرى لِلبَحْرِ شُطْآنا |
قد عِشْتُ كارِثَةً في حُضْنِ كارِثَةٍ |
يا وَيْحَ قلبي مِنَ الأحبابِ كَمْ عانى |
فَبُثَّ شَكْواكَ عِنْدي يا ابْنَ أُغْنِيَتي |
فَرُبَّما شابَهَتْ بَلواكَ بلوانا |
وَرُبَّما يَأنَسُ القلبُ الكَئيبُ بِها |
فَيَنْثَني ساعَةً كالطِّفْلِ جَذْلانا |