تباركَ هذا الإلهُ الجديدْ
تباركَ هذا الوضيعُ المجيدْ
حديثٌ تليدْ
شقيٌّ سعيدْ
إلهٌ لهُ ألفُ عينٍ وربٌّ بكفِّ الحديدْ
وقلبِ الجليدْ
***
تباركَ ربُّ الغنمْ
وعبدُ القرودِ عديمي الذممْ
على الظهرِ قردٌ يقودً,ُ وفي الذيلِ سارتْ جميعُ الأممْ
لتلعقَ ركبةَ هذا الصّنمْ
وما شلَّ كلبَ القطيعِ عنِ الذودِ عنهمْ سوى أنْ حكمْ
تباركَ هذا الكنيفُ الأَنُوفُ وبيتُ الرممْ
***
تباركَ صاحبُ عرشِ الرّخامْ
وحامي الأنامِ وراعي السّلامْ
أليسَ يحرّمُ صيدَ الحمامْ
ولكنْ لماذا, أليسَ ليقطعَ رأسَ الحلالِ بسيفِ الحرامْ
ويهدي القرودَ سلاحاً حديثَ النّظامْ
ويهدي الخرافَ نشيدَ الكلامْ
***
تباركَ صمتُ الخرافِ اللّيوثِ, وصمتُ الّليوثِ الخرافْ
فشجبٌ وشجبٌ وثمةَ شجبٌ جديدٌ بكلِّ اختلافْ
فهذي الخرافُ التي لا تخافْ
تقاتلُ صمتاً وصمتًا وصمتاً, وحينَ تملُّ السكوتَ فصمتٌ ذؤافْ
وتزعمُ أنَّ الطّهارةَ عهرُ, وأنَّ الدّعارةَ بيتُ العفافْ
وأنَّ الخنوعَ لداعي الخلاعةِ فرضٌ, وأنَّ صمودَ الشّجاعِ انحرافْ
***
تباركَ كلبُ القطيعِ الأمينْ
تباركَ هذا الكريمُ الضّنينْ
يهيلُ على الذئبِ ماءَ الورودِ, ويهديهِ طوقاً منَ الياسمينْ
ويزرعُ مرعى القطيعِ حميماً, وثَمَّ يضنُّ عليهِ بحقِ الأنينْ
وتمضي السّنينُ وتفنى, ويجثمُ مثلَ الحِمامِ عليهِ ألوفَ السّنينْ
وحينَ يموتُ فكلبٌ سيحكمُ كالسّالفينْ
***
تباركَ قردُ القرودِ وربُّ الإلهْ
تباركَ يعشقُ خنقَ الحياهْ
فصعقُ ظهورٍ وشَيُّ بطونٍ ووسمُ جباهْ
وقتلُ زهورٍ وكسرُ غصونٍ فواأسفاهْ
فليسَ على الأرضِ لا منْ شهودٍ ولا منْ قضاهْ
وقردُ القرودِ يعيثُ فساداً, ويطفئُ كلَّ شعاعٍ يراهْ
***
وقلْ ربِّ أنتَ الإلهُ وأنتَ المليكُ وأنتَ الملكْ
وذاكَ المنوطُ بأمنِ الأنامِ وحفظِ السّلامِ "ربيبُ البركْ"
يظنُّ بأنَّ الأنامَ سمكْ
فينصبُ بينَ الدّروبِ الشّبكْ
فيا ربُ هلاّ بحولكَ أبطلتَ ذاكَ الشّركْ
وهلاّ جعلتَ اليراعَ بجوفِ البعيدِ حسكْ
***
وقلْ ربِّ أنعمْ عليَّ بعمرٍ مديدْ
لأشهدَ مصرعَ هذا البليدْ
ويبدأَ عهدٌ جديدٌ سعيدْ
فكلبُ القطيعِ يعودُ أميناً, ويفدي القطيعَ بحبلِ الوريدْ
وثمَّ الخرافُ تعودُ ليوثاً, وتزرعُ قردَ القرودِ بجوفِ الصعيدْ
فأتركُ شعري وأركبُ صهوَ المنونْ
لألقاكَ ربّي شهيدْ
***
أخي الحبيبى "الأندلسي" آمل أن تكون قد وجدت ما تنشده من رمزية, ومن تنوع للقافي بين هذه الحرف المتواضعة.
أهديتها لك علها تنال رضاك.
لا تبخل على أخيك برأيك.
وأنتم أيضا لا تحرموني نزف أقلامكم, وعبير كلماتكم.
دمتم جميعا بألف خير.