|
من لي وقد طال ليلي غيرذكراكم |
ذكرى!! أناقض نفسي كيف أنساكم؟ |
ألقاكم بفؤاد طاف حولكم |
وما سعى أبداً إلا ليلقاكـم |
أمضي وطيفك بين الناس يصحبني |
عنهم ذهلت وكحل العين مرآكم |
فهم خيالٌ وأنتم واقعي أبدا |
يسراي ما فتأت في حضن يمناكـم |
كم كنتُ اختار نجواكم على مـلأٍ |
فما امتيازي عليهم غير نجواكم |
وليس في السمع إلا شدو شعركم |
ومذ نظرت فما أبصـرت إلاكـم |
أنتم معي في تفاصيل النهـار وإن |
تثاءب الضوء أسرجنـا محياكـم |
لو كان للشعر نحو البيت من سبَقٍ |
كيما يعلّقَ فيه الفائز الغانم |
كانَ المصلون أبياتا منوعةً |
يؤمهم سابقٌ قد قلتِه قائم |
هي الشعوب أتت من بعد سيدها |
قد بايعته فما إلاه من حاكمْ |
لو قال غيرك هذا البيت منفردا |
لقيل في الشعر هذا السيد العالم |
شريكَ نفسي في صفو ٍ وفي كـدرٍ |
وقاك ربيّ سوءَ الماكر الظالمْ |
كم حارب الحظ عمري قبل مقدمكم |
وصالح الحظ أيامـي فأهداكـم |
جَنَّ المساء فجُنَّ القلب مـن ولـهٍ |
وراح يهذي بها في الصحو كالحالمْ |
وطار نحوك ثوبَ الشوق مؤتزاً |
وكاد يقفز مـن صـدري ليلقاكـم |
فالليل في طيفكم أنـس لوحشتـه |
وكان قبلكم من تلكم قاتم |
ففي ادكاريكمُ وصلٌ على مضضٍ |
وفي الرؤى سلوةٌ عن بعد مرآكـم |
تهب أنفاسكـم بالشعـر ترسلنـي |
كأنني نسمةٌ من طيب مغناكمْ |
أو قاربٌ وسط يمِّ النأي مصطخباً |
والشوق أشرعتي ظـلا لمعناكـم |
تميل منكم إليكم أحرفـي طربـا |
ميلَ الغصونِ على جذع بها قائم |
شدت عليها طيور الوجد فاصطفقت |
تراقص النبض في قلب تعاطاكـم |
نُسْغٌ له أنتمُ إن تتركوه قضى |
ترحّموا عندها رفقا بموتاكمْ |
كل الحروف إماءٌ إنّ سادتها |
واوٌ ولام وهاءٌ عزّها دائمْ |
حشدتِ في القلب آلافا مؤلفةً |
هي المشاعر جندٌ فـي سراياكـم |
شكرا معلمتي شعراً أقلده |
ما يستوي شاعر في الشعر والناظم |