بسم الله الرحمن الرحيم
من المتعارف عليه أن الطفل يتعلق بمن يرعاه ويربيه,ومن المفترض أن يكون هذا الشخص هو أمه,فهو يترعرع تحت عنايتها ويفتح عينيه على حبها ويكبر على حنانها,فيشب وفي قلبه حب كبير لهذه الإنسانه التي رعته والتي كانت أول من عرف في حياته,فهل يستطيع أي شخص أن يأخذ مكان الأم خاصة في وجودها؟.
وماذا يحدث لو أن الخادمة أخذت جزءاً كبيراً من المسئولية الملقاة على عاتق الأم؟.
من الطبيعي أن يتعلق بها الطفل,وأن يحتار قلبه الصغير في توزيع الحب بين والدته وبين الخادمة.وللأسف قد أصبحنا نرى في مجتمعاتنا الكثير من الأطفال المتعلقين بالخادمات اللاتي يقضين وقتاً كبيراً مع الطفل.وفي بعض الحالات قد ينشأ الطفل معتقداً أن الخادمة هي أمه.هذا من جهة ومن جهة أخرى قد يعتاد الطفل على العادات الدينية لخادمته,نظراً لقضائه وقتاً طويلاً معها هذا إذا كانت غير مسلمة.
فلعل ظاهرة وجود خادمات ومربيات الأطفال ظاهرة ليست غريبة,بالذات لو كانت الأم غائبة لسبب انشغالها,عملها,طلاقها أو وفاتها فلابد من وجود بديل كمربية أو خادمة تتولى أمور الأطفال.ولا سيما أن مسئولية الأطفال مسئولية كبيرة..لذلك يجب على الوالدين الإهتمام بأطفالهما وتعويضهم وشملهم بالرعاية والعطف والحب والحنان والأمان.المهم أن تكون الخادمة أو المربية مؤهلة لهذا الدور وأن تكون لديها خبرة في تربية الأطفال..ويجب ألا يغفل الوالدان عن الرقابة المشتركة على المربيات والخادمات..لأن الوالدين أو أحدهما لايعلم كيف تتعامل الخادمة مع طفله,مع العلم بأن الطفل يعجز عن التعبير أو الكلام,فيحتفظ في عقله الباطن بأمور قد نجهلها,فتؤثر عليه في المستقبل.وهذا الأثر يبقى وقد يولد عنده احساساً بالذنب قد يستمر معه فيفقد الطمأنينة وقد ينتابه اكتئاب يؤدي إلى اضطراب في الشخصية ويبقى الاضطراب فيه طوال عمره وبالتالي يفقد القدرة على تربية أطفاله تربية سليمة مستقبلاً.وفي أوقات كثيرة نسمع:أنا أحب هذا الشيء ولا أعلم لماذا؟وبالعكس..أنا أكره هذا الشيء ولا أعلم لماذا؟سواء كانت صورة أو منظراً أو عطراً أو أي شيء آخر,ويعود السبب إلى احتفاظ العقل الباطن بأثر ذكرى قد تنسى مع الأيام..ولكن يبقى الأثر وقد يعاني منه ولا يتذكر إلا بجلسات نفسية عديدة.
ناديه المطيري
منقوووول للغائدة