بين يدَيْ جريدةٍ يومية..!
يقرؤها لكم: مصطفى عراقي
***
مِن أسْفلِ الأبواب تْزحَفُُ مذبحه!
يستلُّها طفلٌ صغيرٌ وهو يصرخُ في توابيتِ الصباحْ
: طالعْ وجوه العالمِ المجنونِ، أطيافَ البلادْ
في مجلس الأمْنِ الشريد
ْ
قطعتْ"جهيزةُ" حُلمنا..ألقتْ به تحتَ الموائدْ
بعيوننا تتواردُ الصورُ السقيمةُ والمشاهدْ
البُرْصةُ الكبرى،
البناياتُ التي تنهارُ ،
أسرارُ النجومِ ،
مصارعُ العشاقِ،
واقرأْ...
ثم يمضي والضبابُ يجوبُ أنحاء المدينهْ
***
عندَ الصباحِ أرى الهزيمةََ كلَّ يومٍ تمتطي الأوراقَ ،
ترقصُ في السطورِ الكالحهْ
تتطايرُ الكلماتُ ..تربطنا أسارى في الأَسِرَّه
بلِفافةٍ تجتاحني
أين المفرُّ؟
وكلُّ ما تحوي الصحائفُ أضرحهْ
تتراشقُ الصورُ القذائفَ في العيونْ
ويُطلُّ وجهُ الحرّبِ يلْهو بالظنونْ
تَصَّاعدُ الأركانُ قضبانًا تحاصرنا ، وتقتلعُ الرُّؤى والأجنحهْ
الصفحةُ الأولى تمطَّتْ، والتثاؤبُ حائمٌ بين الجفونْ
وبها أطالعُ صورةً كبرى
تختالُ كالطاوُس ، ينْفشُ ريشه
في كفِّهِ يزهو بريقٌ لامعٌ
ذهبُ "المعزِّ" يُطلُّ منه
وبكفِّهِ الأخرى...سيوفْ
وأمامهُ الكلماتُ ضارعةٌ
وتمائمُ الكتاب خاشعةٌ
"هامانُ" يبني عنده صرحًا على أضلاعنا
"قارونُ" ينثُرُ تحته قارورةَ الذهبِ
يعدو "أبو لهبٍ" إليه مقدِّمًا أسيافه بإشارةِ الطلبِ
***
أخطو تقابلني الحوادثُ ، أختبي
تحتلُّ مائدتي
تشاطرُني الطعامَ..،
تذوبُ في شايِ الصباحْ!
وتغوصُ سكينٌ بصدري ..قبل أن تلقى الضحيةَ في الطريقْ
فتفرُّ نحوي طفلةٌ مذعورةٌ
يعدو إليها صائدٌ
وأنا أتابعُ في شرودْ
ْ
"قارونُ" يخطفُ حُلمنا المخبوءَ ..يهرُبُ بالرصيدْ
ينسلُّ يخترِقُ الحدودْ
عيني تتابعه..يُباركه الجنودْ
- ألقوا عليه القبضَ
- ألقوا عليه القبضَ
ينهرني الجنودْ
فأعودُ أقرأُ من جديدْ
***
تتجاذبُ الأوراقُ أسمالي يسارًا أو يمينا
أنهارُ بينهما حزينا
***
في مثلِ هذا اليومِ كان "القدس" بستانا
في مثلِ هذا اليومْ
......................................
......................................
ألقى سطورا غائماتٍ قصها سيفُ الرقيبْ
في مثل هذا اليومِ..،
سوف أرى"صلاحَ الدينِ" فوق خيوله البيضاء تحتضنُ الدروبْ
وأرى أمامي...........................
.........................................
لا أرى إلا الرقيبْ
بمِقصِّه الدامي يقصُّ عروقنا، ويصُبُّ في دمِنا اللهيبْ
***
وأطوفُ بين وجوهنا
تسْعى، وتحملُ فوقَ ظهرٍ قبرَها،
وعيوننا تتسلَّمُ الأكفانا
هذا أخي قد مات في كلِّ الحروبْ
هذا صديقي تاه في وطنٍ قريبْ
هذا أنا
فيهمْ أعانقُ قاتلي عندَ الغروبْ
وأعودُ كلَّ صبيحةٍ
متصفِّحًا نعيي الجديدْ
..........................................
.......................................
..................................